ما يتركُهُ الصباح فوقَ ما تقعُ عليه عينُكَ ولا تجدُ مَن ينتبهُ لها أو يركضُ صوبَها ويرفعُها، هو تَرِكتُهُ، ما يلقيه الصباح وتراهُ مبعثرا هو ما سقطَ منه عفوا أثناءَ نهبِهِ المسافاتِ بينَ الأشياءِ بحثا عن صوتٍ ممعنٍ في خفوتِه يمرُّ منه.. عن لونٍ سهلٍ لا يشكّلُ صعوبةً له في فرارِهِ لا يقفُ عقبةً أمامَه في أداءِ مهمّتِه، ما يصنعُهُ الصباحُ كَتَفَانٍ في تسرُّبِهِ في تبخُّرِهِ هو بابٌ وجدَ أنَّ عليه في تخلُّصِ صباحٍ من ساعاتِهِ ومن زمنِه من ضوئِهِ وظلالِه هو أنْ يتشبّثَ جيّدا بأخشابِه وأن يرعاها وأن لا يُجفِلَها فتطير ولا تعودَ إليه، ما يلفظُهُ الصباحُ من فمِهِ مصحوباً بحمرةِ لُعابِه خلال مغادرتِه هو جفافُهُ من قيعانِ الأشياء كأنْ لم يتجمّع فيها، وهو راحتَا الواحدِ ينظرُ إلى ما يملؤُهما من خسائر تراكمها له صباحاتٌ غيرُ عابئةٍ دونَ التفاتٍ إليه بفناجينَ فارغةٍ وباردة وبجدرانٍ مائلةٍ ثم تمضي.. ما يخلّفُهُ صباحٌ غائر هو أضواءٌ ذابلةٌ ونظراتٌ أكثرُ ذبولا؛ ما يعلّقُهُ هذا الصباحُ الحادثُ في الهواء مثلَ غبارٍ لا يلبثُ أن يحطَّ على جلدِك هو بِضْعُ وصايا ساذجةٍ فلا تُضِعْ وقتَكَ في قراءتِها، مثل، أنا صباح مثل غيري أمضي أو إرثك يدانِ فارغتانِ فلا تُطِلْ النظرَ إليهما ولا تنتظر. 2 يناير 2021