لقيت الأنباء التي تتحدث عن مساعي الإدارة الأمريكية الجديدة للتراجع عن تصنيف مليشيا الحوثي جماعة إرهابية استغراباً شديداً في أوساط الشعب والنخبة اليمنية، محذرين من أن إعادة النظر في التصنيف ستكون مثابة ضوء أخضر لإرهاب الحوثي وعلى أمن الملاحة الدولية والمنطقة بكاملها وليس اليمن واليمنيون وحدهم. وقال وكيل وزارة الإعلام اليمني فياض النعمان إن تصنيف المليشيا الحوثية انتصار للإنسانية والقيم التي تتحدث عنها أمريكا في كل المحافل الدولية والتراجع عن قرار تصنيف جماعة ارتكبت جرائم حرب بحق وطن وشعبه ستكون بمثابة الصك للمليشيا ببراءتها أمام المحاكم الدولية. وحذر النعمان من خطورة التراجع على العملية السياسية قائلاً: «التراجع سيزيد المشهد تعقيداً وسيكون المسمار الأخير في نعش عملية السلام التي ترعاها الأممالمتحدة في اليمن». وأشار إلى أن الشعب اليمني يطالب باتخاذ قرارات وإجراءات إضافية بحق جماعة الحوثي الإرهابية وليس شرعنة جرائمهم. بدوره، حذر رئيس تحالف قبائل صعدة الشيخ يحيى مقيت من خطورة التراجع، مؤكداً أن ما يتعرض له أبناء محافظته منذ 2003 وحتى اليوم هو الإرهاب بعينه وينبغي التحرك بشكل عاجل دبلوماسياً للحفاظ على هذا الإنجاز وتفعيل كافة الجبهات لاستعادة الدولة ومؤسساتها والقضاء على المليشيا الإرهابية. وقال مقيت: «تجاربنا مع المليشيا الإرهابية تؤكد أنها دائماً ما تستغل المواقف الدولية لارتكاب مزيد من جرائم الإبادة بحق المدنيين من أبناء اليمن وصعدة على وجه الخصوص فأي تراجع عن تصنيف المليشيا لن يزيدها إلا دعماً لممارسة المزيد من الإرهاب»، متسائلاً: «هل التقى المحتجون على قرار التنصيف بضحايا الألغام والمفخخات الحوثية؟». وأكد مقيت أن الشعب اليمني بكل مكوناته السياسية والحزبية والمجتمعية يرفض التراجع عن التصنيف ويطالب الحكومة والبرلمان اليمني بسن تشريعات مماثلة ومطالبة الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن باتخاذ إجراء مماثل لأمريكا. وأشار إلى أن السلام لن يكون مجدياً إن لم يكن هناك موقف دولي قوي وشجاع بعد مرور 6 سنوات من المراوغة وأكثر من 18 سنة من الحرب التي تشنها مليشيا الإرهاب على أبناء صعدة واليمن بكامله وأدت إلى استنزاف اقتصاد البلاد وتدميرها بشكل كامل.