لم يبق للإنسانية غير التمسك بالأمل في نهاية قريبة لجائحة فايروس كورونا الجديد، الذي أعيا كل من حاولوا مداواته. وعلى رغم أن الدول الكبرى الأشد تضرراً من تفشيه المتسارع باتت تعتبر التطعيم باللقاح أملها الأوحد في تحقيق الغاية المنشودة؛ فإن الفايروس ردّ على ذلك بمزيد من العدوانية والتسارع والموت. فما إن قفز عدد المصابين به حول العالم فجر الإثنين إلى 85 مليون نسمة، حتى تجاوز 85.58 مليون بحلول منتصف نهار الإثنين. فقد أبلغت دول العالم عن 623.137 إصابة جديدة خلال الساعات ال24 الماضية. كان النصيب الأكبر فيها للولايات المتحدة (297.491 إصابة)، وبريطانيا (54.990 إصابة جديدة). وفيما ارتفع عدد الوفيات بالفايروس عالمياً إلى 1.85 مليون وفاة؛ تجاوز عدد وفيات الولاياتالمتحدة 360 ألفاً أمس. كما ارتفع عدد الأمريكيين المنومين في غرف العناية المكثفة ليصل إلى 29.564 شخصاً. وتوقع الخبراء مزيداً من الإصابات والوفيات خلال الأيام القادمة من جراء إقبال الأمريكيين على السفر خلال عطلتي عيد الميلاد ورأس السنة. وقامت السلطات بتسريع توزيع لقاحي موديرنا وفايزر لتطعيم أكبر عدد من الكوادر الصحية، ونزلاء دور المسنين، بعدما وجهت انتقادات جمة للبطء الذي اتسم به تنفيذ حملات التطعيم في الولايات. وفيما سجلت ولايتا أريزونا وكارولينا الشمالية رقماً قياسياً من الإصابات الجديدة، شكا الحانوتيون في جنوب ولاية كاليفورنيا من أنه لم يعد لديهم في محلاتهم مكان لاستقبال أي جثمان إضافي. وتواصل تفاقم الأزمة الصحية في بريطانيا؛ إذ سجلت السلطات خلال الساعات ال24 الماضية 54.990 إصابة جديدة، و454 وفاة. ويمثل عدد الإصابات الجديدة المذكور ارتفاعاً نسبته 80% عن الأسبوع الماضي. كما يمثل عدد وفيات الأحد ارتفاعاً نسبته 43% عن الأسبوع الماضي. ومع أن الإحصاء العام لعدد وفيات كوفيد-19 في بريطانيا يذكر أنه بلغ 75.624 وفاة، إلا أن مكتب الإحصاءات الوطنية أكد أن الأشخاص الذين صدرت شهادات وفاتهم مضمنة كوفيد-19 ضمن أسباب الوفاة يبلغ عددهم 91 ألفاً. وأكدت صحيفتا «ديلي تلغراف» و«ديلي ميل» أمس أن مستشفيات لندن لم يعد فيها سرير شاغر في غرف العناية المكثفة. وتحت وطأة هذه الفوضى والأوضاع الكئيبة؛ قال رئيس الوزراء بوريس جونسون إنه بات واضحاً أن تدابير المستوى الرابع لمكافحة الهجمة الفايروسية لم تعد كافية. وتحدثت «ديلي تلغراف» أمس عن أن الحكومة تتجه إلى استحداث «مستوى خامس»، ستكون تدابيره أكثر تنشدداً. وطالب زعيم المعارضة العمالية سير كير ستارمر رئيس الوزراء بأن يعلن فرض التدابير الجديدة خلال 24 ساعة، لأن الوضع لم يعد يحتمل. ولم يستبعد جونسون، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية أمس، احتمال فرض الإغلاق الكامل في جميع أنحاء بريطانيا. ورفضت بلديات لندن أي اتجاه إلى إعادة فتح المدارس. وقالت إن المدارس ليست آمنة وبائياً كما يزعم جونسون. وأكدت أن العلماء نصحوها بأن السلالة الجديدة من فايروس كوفيد-19 سريعة التفشي وسط الأطفال. وعلى رغم أنه لم تتضح بعد ملامح تدابير المستوى الخامس، فإن «ديلي تلغراف» رجحت أمس أن تشمل إغلاق المدارس والجامعات حتى مارس 2021، والعودة إلى التعلم من بعد؛ ومنع الفرد من مقابلة أي فرد من خارج أسرته، ولو للتمشي في حديقة عمومية. وسيسمح للفرد بممارسة التمرين الرياضي لمدة نصف ساعة خارج منزله في اليوم. كما ستشمل التدابير المرتقبة منع الفرد من التوجه إلى منزله الريفي، أو السفر في عطلة. وسيتم إغلاق الفنادق كلياً. وقال رئيس الخدمة الصحية الوطنية سير سايمون ستيفنز إن الكوادر الصحية أضحت في عين العاصفة مجدداً، في إشارة إلى الموجة الوبائية الأولى في مارس 2020. وأشارت «ديلي ميل» أمس إلى أنه من شدة الضغوط التي تواجهها المستشفيات، أضحى المرضى الذين تنقلهم سيارات الإسعاف ينتظرون على متن الإسعاف ما لا يقل عن ساعة قبل تلقي الإذن بنقلهم إلى قسم الطوارئ. وأضافت أن الأطقم الطبية أضحت تضطر أحياناً إلى بدء علاج بعض المرضى على متن سيارات الإسعاف بانتظار الإذن باستقبال المريض. وقال ممرض الإسعاف ويل براوتون ل«ديلي تلغراف» أمس: أضحت سيارة الإسعاف عملياً غرفة علاج أخرى، لأنه لم يعد ثمة مكان شاغر في قسم الطوارئ. اليابان وتايلند.. الأزمة تتفاقم قال رئيس وزراء اليابان يوشيدي سوغا في مؤتمر صحفي أمس إن حكومته تدرس إعلان حال الطوارئ في العاصمة طوكيو وضواحيها، بعدما ارتفع عدد الإصابات الجديدة بشكل قياسي، فيما لا يزال هناك أكثر من شهر قبل بدء حملات التطعيم باللقاح المانع للإصابة بفايروس كوفيد-19. ومع أنه لم يذكر مزيداً من التفاصيل، إلا أن شبكة أساهي التلفزيونية رجحت إعلان الطوارئ اعتباراً من السبت القادم. وذكرت أنها قد تستمر شهراً. وأعلنت تايلند أمس مزيداً من التدابير الاحترازية المشددة، بعد اكتشاف 745 إصابة جديدة (الإثنين). وشملت التدابير إغلاق المدارس، وأندية اللياقة البدنية، والحانات في 28 محافظة، تتصدرها العاصمة بانكوك. وكانت تايلند نجحت في الربيع في كبح تفشي فايروس كوفيد-19. غير أنها انتكست منذ منتصف ديسمبر الماضي. دول تمضي إلى الأسوأ: هولندا: 821.163 إصابة إندونيسيا: 765.350 إصابة التشيك: 740.481 إصابة بلجيكا: 650.011 إصابة رومانيا: 640.429 إصابة