هل يتسارع تفشي وباء فايروس كورونا الجديد للتفوق على الرقم القياسي الذي حققه وباء «الإنفلونزا الإسبانية» في 1918-1919؟ تساؤل مشروع إذا كانت الأرقام هي الإجابة. فقد أصاب فايروس الإنفلونزا الإسبانية نحو 500 مليون نسمة، قتل منهم 55 مليوناً. أما فايروس مرض كوفيد-19، الذي اندلع بشكل وبائي مطلع 2020 فقد أدى حتى نهار أمس السبت إلى إصابة 80.26 مليون نسمة، توفي منهم 1.76 مليون شخص. فقد بلغ عدد الإصابات عشية عيد الميلاد؛ أي في 24 ديسمبر الجاري 663.708 إصابات جديدة في أنحاء العالم. والأرقام لا تكذب. فقد ارتفع عدد الإصابات في الولاياتالمتحدة إلى 19.021 مليون. وفي الهند إلى 10.17 مليون. وفي البرازيل إلى 7.45 مليون. أما روسيا ففاق عدد مصابيها فجر السبت 3 ملايين نسمة. وفيما تسيطر فرنسا (2.55 مليون إصابة)، والمملكة المتحدة (2.22 مليون)، وتركيا (2.12 مليون)، وإيكاليا (مليونا إصابة) على نادي الدول التي زاد عدد حالاتها على مليوني حالة؛ تنذر الأوضاع الصحية بانتقال وشيك إلى هذا النادي لكل من إسبانيا (1.87 مليون)، وألمانيا (1.63 مليون)، وكولومبيا (1.57 مليون)، والأرجنتين (1.57 مليون). وخلال أول أيام العطلة الأسبوعية أمس، انضمت أوكرانيا إلى نادي المليون إصابة؛ لتقف جنباً إلى جنب المكسيك، وبولندا، وإيران، وبيرو. ومعروف أن جنوب أفريقيا اكتشفت فيها سلالة متحورة من فايروس كوفيد-19، حملت دولاً عدة على منع قدوم المسافرين منها. بيد أن المركز الأفريقي للحد من الأمراض أعلن أن سلالة متحورة جديدة ظهرت في نيجيريا، تختلف اختلافاً ملموساً عن السلالات التي تروع الولاياتالمتحدةوبريطانيا. وأعلنت نيجيريا -أكبر بلدان القارة الأفريقية من حيث عددُ السكان- أن عدد إصاباتها الجديدة بالفايروس ارتفع بنسبقة 52% خلال الأسبوع الماضي وحده. وقالت جنوب أفريقيا إن عدد حالاتها الجديدة قفز بنسبة 40% خلاال الفترة نفسها. وأعلن مركز النماذج الحسابية للأمراض المُعدية التابع لكلية الطب المداري في لندن أمس، أن دراسة أجراها علماؤه خلصت إلى أن السلالة الجديدة للفايروس، التي تجتاح بريطانيا راهناً، أشد قدرة على التفشي، ومن المحتمل أن تؤدي الى مستوى عالٍ من التنويم والوفيات خلال سنة 2021. وذكرت الدراسة أن هذه السلالة الفايروسية الجديدة أكثر قدرة على التفشي بنسبة تصل إلى 56%. ولا توجد أدلة بعد على ما إذا كانت ستؤدي إلى تدهور خطير في صحة المصابين بها. وكانت الحكومة البريطانية قالت الأسبوع الماضي إن تلك القدرة على التفشي تفوق السلالة السابقة بنحو 70%. وقال كبير علماء بريطانيا سير باتريك فالانس في 19 الجاري إن التحور الذي حدث لهذه السلالة شمل أكثر من 20 تغيراً في البروتينات التي تغطي سطح الفايروس. وأعلنت اليابانوفرنسا أمس، أنهما رصدتا خمس إصابات بالسلالة الجدية السائدة في بريطانيا ليابانيين، وإصابة وحيدة بها في فرنسا. وذكرت فرنسا أن المصاب المذكور هو فرنسي عاد من لندن في 19 الجاري، وليست لديه أعراض. وقد تأكدت إصابته بالسلالة الجديدة التي أطلق عليها العلماء 202012/01. بريطانيا توسّع رقعة «الإغلاق» استيقظ ملايين البريطانيين صباح السبت -اليوم التالي لعيد الميلاد، الذي يعرف هناك ب«بوكسينغ داى»- ليجدوا أن 43% من سكان بريطانيا غدوا قيد الإغلاق، طبقاً لأحكام المستوى الرابع من الأنظمة الصحية في البلاد. وأعلنت الحكومة البريطانية أمس أن عدد وفيات البلاد بكوفيد-19 تجاوز 70 ألفاً. وأضافت أنها سجلت 32.725 إصابة جديدة خلال الساعات ال24 الماضية. ويصل بذلك العدد التراكمي للإصابات الجديدة خلال الأيام ال7 الماضية إلى 244.146 ألفاً. وكانت الحكومة أمرت بإغلاق العاصمة لندن وعدد كبير من أنحاء جنوب شرقي إنجلترا اعتباراً من الأحد الماضي. غير أن التدابير الجديدة اعتباراً من أمس تشمل مقاطعات أوكسفوردشاير، وسافولك، ونورفولك، وكامبريدجشاير، وساسيكس. ولن يسمح لأية أسرة باللقاء خارج المنازل لأكثر من شخصين من الأسرة الواحدة. ويشمل الإغلاق الحانات، والمطاعم، والمتاجر غير الأساسية. وقالت الحكومة أن كوفيد-19 أدى خلال يوم عيد الميلاد إلى وفاة 401 شخص في إنجلترا.