إذا استمر فايروس كورونا الجديد بهذه الشراسة والتسارع في التفشي، فلربما يصل عدد المصابين به حول العالم إلى 100 مليون في وقت أقرب مما يتصور كثيرون. فقد تم تسجيل أكثر من 600 ألف إصابة به الخميس. وبلغ العدد الجمعة 587.426 إصابة جديدة. وبعدما تجاوز عدد المصابين حول العالم 50 مليوناً قبيل انتهاء الأسبوع الماضي، قفز إلى 53.88 مليون نسمة منتصف نهار السبت. وفي اتساق مع ذلك، قفز عدد وفيات العالم بهذا الوباء أمس إلى 1.31 مليون وفاة. وبالطبع فإن الولاياتالمتحدة باتت في أسوأ وضع. فقد سجلت لليوم التاسع على التوالي أمس أكثر من 100 ألف إصابة جديدة. ويبدو أنها ستنتقل إلى مرحلة ال200 ألف حالة جديدة في مقبل الأيام. فبعدما سجلت الأربعاء الماضي 152.255 إصابة جديدة، قفز العدد الجمعة الى 190.059. وتراجع بشكل طفيف أمس السبت إلى 184.517 بحسب جامعة جونز هوبكنز. وارتفع العدد التراكمي للإصابات أمس الى 11 مليوناً، نجمت عنها 249.998 وفاة. وأعلن حاكم ولاية نيفادا ستيف سيسولاك أنه مصاب بالفايروس. وأعلنت ولاية كاليفورنيا الخميس أن عدد إصاباتها تجاوز مليون نسمة. لتصبح بذلك الولاية الثانية بعد تكساس التي تجاوز عدد مصابيها مليوناً الأربعاء الماضي. وعموماً، تشهد 49 ولاية أمريكية من الولايات ال50 ارتفاعاً مخيفاً في عدد الحالات الجديدة، فيما تشهد 39 ولاية ارتفاعاً مخيفاً في عدد الوفيات بكوفيد-19. وقالت كندا أمس إن عاصمتها المالية تورنتو غدت قيد الإغلاق، إذ وجهت السلطات سكان تورنتو بأن يلزموا دورهم. أما الهند فهي تتلظى في صمت مؤلم؛ إذ إن عدد إصاباتها يوشك على بلوغ 9 ملايين إصابة (8.77 مليون السبت). والأشد إثارة للقلق أن الهدف الرئيسي للفايروس هذه الأيام هو العاصمة نيودلهي، التي تم تسجيل 7.802 إصابة جديدة فيها السبت، من جملة 44.684 إصابة جديدة رصدت. وتجاوز عدد وفيات الهند 129 ألفاً حتى الآن. وبريطانيا ليست أقل سوءاً من حيث الوضع الصحي. فقد أعلن مكتب الإحصاءات الوطني أمس أن 654 ألف شخص في إنجلترا تأكدت إصابتهم بالفايروس خلال الفترة 31 أكتوبر- 6 نوفمبر الجاري، في مقابل 618 ألف إصابة خلال الأسبوع الذي سبقه. ولا تزال بريطانيا قيد الإغلاق منذ أكثر من أسبوع. وتزامن ذلك التردي الصحي مع اضطراب كبير في القيادة السياسية، إذ إن خطيبة رئيس الوزراء كاري سيموندز نجحت في التخلص من أبرز مستشاريْن لبوريس جونسون، الذي يتعين عليه إحداث تعيينات عاجلة، مع اقتراب أجل خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي. وفي روسيا، قالت السلطات إنها سجلت 21.983 إصابة جديدة الجمعة، ليرتفع العدد التراكمي للحالات هناك إلى 1.9 مليون إصابة. وتعاني روسيا من تسارع التفشي الوبائي منذ سبتمبر الماضي. لكن السلطات تصر على أنها لن تلجأ إلى تدبير الإغلاق مهما يكن شأن التسارع في تفشي الوباء. وعلى رغم ذلك، أمرت سلطات العاصمة موسكو المطاعم والأندية بإغلاق أبوابها بين الحادية عشرة مساء والسادسة صباح كل يوم. وقالت إن على طلاب الجامعات التحول إلى التعلم عن بُعد. ووجهت المسارح ودور السينما بخفض عدد مرتاديها إلى 25% فقط من طاقتها الاستيعابية. وبدا أمس أن الحكومات الأوروبية عموماً مقبلة على إلغاء الاحتقالات التقليدية بأعياد الميلاد. ففي دبلن، حذر نائب رئيس الوزراء ليو فاردكار الآيرلنديين من مغبة العودة لآيرلندا خلال موسم نهاية السنة. ووصف كبير أطباء آيرلندا توني هولوهان السفر لقضاء عيد الميلاد في الوطن بأنه «سفر لا يعتبر ضرورياً». وأعلن زعماء فرنسا، وألمانيا، والسويد أنهم سيصدرون قرارات تفرض قيوداً على السفر خلال موسم نهاية السنة. وقال وزير الصحة الألماني جينس سباهن أمس إنه على الأرجح لن يسمح لأي شخص بالاحتفال بعيد الميلاد في ألمانيا، التي تشهد ما سماه «إغلاقاً مخففاً» منذ مطلع نوفمبر الجاري. وأعلنت السلطات في هولندا أنه لن يكون مسموحاً للسكان بإطلاق الألعاب النارية ليلة رأس السنة الجديدة، خشية أن تشكل الإصابات الناجمة عنها عبئاً إضافياً على المستشفيات التي تئن تحت وطأة الإصابات المتزايدة بوباء كوفيد-19. تردت الأزمة الوبائية في تركيا إلى مستوى الوفيات الذي شهدته البلاد في إبريل الماضي. وأعلنت الحكومة أنها سجلت الجمعة 3.045 إصابة جديدة، و93 وفاة. وتواجه تركيا انتقادات عالمية بسبب اقتصار إعلانها على المصابين الذين تظهر عليهم أعراض كوفيد-19. كما أن الأرقام الرسمية تظهر ارتفاعاً متزايداً في عدد الحالات الخطرة في مشافي تركيا. %85 من الإصابات بسبب «نسخة متحورة» كشف تحليل أجراه علماء جامعة كارولينا الشمالية الأمريكية أمس، أن نسخة متحورة من فايروس كورونا الجديد، أطلق عليها D614G هي سبب نحو 85% من الإصابات في العالم. ويعتقد العلماء أن هذه النسخة حدث فيها تحور وراثي جعلها أكثر قدرة على نقل عدواها، وسرعة تفشيها. لكنهم قالوا إنها ليست قاتلة، ولا تسبب أعراضاً شديدة. وقد ظهرت هذه النسخة من الفايروس في فبراير الماضي في أوروبا. وانتقلت بفعل السفر الجوي الى الأمريكتين، وأستراليا، وآسيا خلال أسابيع. وعلى صعيد آخر، انضم أمس الأول سفاح يوركشاير البريطاني بيتر ستكليف إلى مشاهير كوفيد-19 الذين توفوا بهذا الداء. وقد توفي ستكليف عن 74 عاماً. وقال ذوو 14 امرأة قتلهن ستكليف خلال الفترة 1975- 1980 إنها النهاية السعيدة الوحيدة لكوفيد-19، إذ غيّب هذا السفاح المريض. وقالت السلطات البريطانية إن السفاح توفي في المستشفى بسبب فشل وظائف رئتيه. وكان ستكليف كتب رسالة لأحد أصدقائه الشهر الماضي، متبجحاً بأنه لن يصاب بالفايروس، لأنه في مأمن في سجنه.