رغم تقاذف الأمواج وتزايد الأزمات والحروب في محيط الدول الخليجية إلا أن مجلس التعاون نجح بامتياز في تعزيز التكتل الخليجي ومنع اختراقه وأضحى المجلس نموذجا عربيا وعالميا يحتذى به؛ كونه يتميز بالعمل معا أو بالتوازي كمحدد رئيسي لتعزيز الشراكة وتحصين البيت الخليجي من الداخل ورفض أي تدخلات خارجية ولجم الإرهاب الطائفي والإخواني. وحرصت المملكة منذ تأسيس المجلس على أن تحقق نهجاً متوازناً يرفد كل جهد ويؤازر ويدعم كل عمل يسهم في تحقيق الأهداف والتطلعات المشتركة.. ونجحت في تجاوز مختلف العقبات وما يواجه مسيرة العمل الخليجي من تباينات أو مستجدات، محافظة على وحدة الصف الخليجي، ودعم الدول الأعضاء للوصول لتسوية وحلول ناجعة للخلافات الخليجية – الخليجية، وديمومة التعاون مع الدول العربية والإسلامية والدولية. إن لمّ الشمل الخليجي حتما سيشكِّل درعا حصينة وجبهة، جبهة موحّدة في مواجهة أي تهديدات ضد دول الخليج، والوقوف سدّاً منيعاً أمام أيّ خطوة تصعيدية ضد دول المجلس بصوت وموقف موحد. وبحسب المصادر فإن الفترة القادمة ستشهد حراكا خليجيا لترتيب البيت الخليجي من الداخل. وبدا لافتاً حرص وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، خلال مشاركته في منتدى «حوار المنامة»، على «استمرار المملكة في التزامها بتعزيز الأمن الخليجي ضمن وجود مجلس تعاون أكثر تكاملاً وتكريس إطار تعاوني قوي لدول الخليج العربية كما يراد لها». وهو ما تحرص المملكة عليه على الدوام، على وحدة الصف الخليجي، ملتزمة بواجبها من منطلق رابط الأخوة والدين والمصير المشترك، ونجحت سياستها الهادئة والرصينة على مدى العقود الماضية التي تستند إلى ما تشكله من عمق إستراتيجي خليجي وثقل عربي وإسلامي ودولي. لقد تجاوز مجلس التعاون خلال الفترات الماضية الصعبة الكثير من المصاعب بحنكة وحكمة القيادة السعودية، خصوصا أن المنطقة شهدت توتّرات وحروبا تراكمية، إلا أن المجلس صمد وتماسك وهذا بحدّ ذاته يعتبر إنجازا لأنّ أمام المجلس بما يميّز بلدانه من ثراء مادي وتجانس اجتماعي فرصا كبيرة للتطور واكتساب قدرة إضافية على الإنجاز في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية. وأكد مصدر خليجي رفيع أن «هناك انفراجات كبيرة في محيط دول المجلس».. وتابع قائلا: «لا نريد أي توترات في المنطقة ولا أزمات، نريد أن تعود الأمور كما كانت في المحيط الخليجي بفطنة قيادات دول الخليج»، مؤكدا ضرورة توحيد الجهود، والمواقف الخليجية. إنّ الواقعية السياسية الحالية مكنت مجلس التعاون من استمرار عمله ونجاحه في تماسكه في زمن تلاطم الأمواج والحروب والأزمات.. الخليج متماسك وموحد.. مجلس التعاون.. وحدة المصير المشترك هدف إستراتيجي.