أثبتت المنظومة الخليجية ثباتها وقوتها في وجه الأمواج المتلاطمة التي تحيط بالمنطقة بسبب الإيمان لما يمثله مجلس التعاون الخليجي من دور حيوي في حاضر الدول الأعضاء ومستقبل شعوبها ويزداد رسوخا مع مرور الزمن وتشابك دوله في عصر التكتلات التي يشهدها العالم، الأمر الذي يتطلب السعي الحثيث لتعزيز التعاون الأمني الخليجي المشترك ووحدة القرار السياسي ومكافحة الإرهاب وتأطير التعاون في المجالات الدفاعية والدخول في مشروع الاتحاد الخليجي الذي تتطلع إليه الشعوب الخليجية لمواجهة التحديات الإقليمية وتحصين البيت من الداخل لكي تصبح دول الخليج تحت كيان واحد وعلم واحد، وجيش واحد وسياسة خارجية واحدة. ومن المؤكد، أن اجتماع وزراء خارجية الخليج في الرياض اليوم يتزامن مع حدوث تطورات خطيرة تشهدها المنطقة سواء على صعيد الأزمة السورية التي تجاوزت الثلاث سنوات أو الملف النووي الإيراني وتعزيز عمل المنظومة الأمنية الخليجية واستعراض مسيرة العمل الخليجي المشترك وتعزيز وحدة المواقف الصف الخليجي، من أجل الحفاظ على أمن الخليج ومواجهة التدخلات الإيرانية بالمنطقة بجبهة خليجية موحدة وإيجاد حالة التوافق لدعم مسيرة التكامل والتعاون وصولا لمرحلة الاتحاد الخليجي وتنفيذ الاتفاقية الأمنية الخليجية، والتي تمثل خارطة طريق لتحقيق التكامل في المنظومة الأمنية من قبل جميع أعضاء المجلس نصا وروحا. إن توحيد مواقف الدول الخليجية حيال ما يجري حول المنطقة وفي الإطار الإقليمي والدولي، أصبح ضرورة استراتيجية خاصة أن دول المجلس كانت ولا تزال حريصة على إرساء الأمن في منطقة الشرق الأوسط وتحقيق السلام العادل في المنطقة، حيث إن المجلس نجح في مواجهة مختلف التحديات والأزمات وأبقى دوله بعيدة عن مظاهر التوتر والاضطراب التي تموج بها المنطقة والعالم حوله، فضلا عن نجاحه بعزم قادته والتفاف مواطنيه في تحقيق الكثير من الأهداف والإنجازات المشهودة في كل المجالات. والمطلوب من وزراء خارجية دول مجلس التعاون، العمل بشكل متواصل لتعزيز مكانة المجلس إقليميا ودوليا، وتحقيق تطلعات شعوبها في المزيد من التواصل والتضامن والوحدة، وتحقيق تطلعات قادة دول المجلس على مواصلة المسيرة وبنفس القوة والثبات والإصرار على تخطي كل العقبات والصعاب ومواجهة مختلف التحديات بجبهة موحدة صلبة وبمواقف سياسية واحدة.