صعد تحالف الديمقراطية المعارض الباكستاني؛ خطته لتحريك الشارع للضغط على حكومة عمران لتقديم استقالتها من خلال سلسلة احتجاجات في عدة مدن رئيسية بدأت بمدينة كوجراولا في البنجاب وكراتشي وكان آخرها لاهور مسقط رأس حزب الرابطة الإسلامية الذي يرأسه شهباز شريف أمس.. وشهدت الجلسة الاحتجاجية في لاهور حضوراً شعبياً غير مسبوق الذي تواجد في ميدان منارة باكستان والذي قلل رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان من شأنها؛ واصفاً الجلسة الاحتجاجية بأنها فقاعة. وألقى نواز شريف الذي يوجد في لندن لتلقي العلاج، خطاباً افتراضياً اعتبر فيه أن هذا التجمع الشعبي إيذان بسقوط حكومة عمران على حد قوله؛ فيما خاطبت مريم نواز نائبة رئيس حزب الرابطة الإسلامية المتظاهرين قائلة «وجهتنا القادمة إلى العاصمة إسلام آباد للاعتصام بها حتى تسقط حكومة عمران في رسالة واضحة أن تحالف المعارضة ماض في خططه في الاعتصام واستكمال أعضاء البرلمانات الأربعة الإقليمية وفي البرلمان المركزي استقالاتهم والتي بدأت من فترة، الأمر الذي قد يؤدي لتعليق العمل في البرلمان ودخول الحكومة في أزمة دستورية تتطلب الدعوة لانتخابات مبكرة.. وطالب بيلاول رزداري رئيس الشعب الباكستاني في كلمته عمران خان بتقديم استقالته، فيما هدد المولانا فضل الرحمن رئيس تحالف المعارضة الشعبي بالتوجه إلى إسلام آباد فور إعلان موعد الاعتصام الذي يتوقع أن يكون في بداية شهر يناير.. واعتبر مسؤولون في حكومة عمران أن تحالف المعارضة فشل في تجييش الشعب مقللاً من تحركاتها. الخطوة التي اتخذها تحالف الديمقراطية المعارض والذي يتكون من 11 حزباً سياسياً ضد حزب «حركة إنصاف» الحاكم بقيادة عمران خان قد يشكّل تحولاً في المشهد السياسي الباكستاني خصوصاً أن تحالف المعارضة يحتكم للشارع في مدى نجاح حكومة عمران في وعوده الانتخابية بزعمهم أنه لم يتحقق أي شيء مع استمرار غلاء المعيشة وتدهور الوضع الاقتصادي. وقال مراقبون باكستانيون إنه لايمكن التقليل من الحراك الشعبي الذي يقوده تحالف المعارضة الذي قد يمثل تهديداً حقيقياً لحكومة عمران.. من جهة أخرى تتابع المؤسسة العسكرية حراك تحالف المعارضة ومدى نجاح الحراك؛ وفي نفس الوقت ضمان استمرار مسيرة العمل الديمقراطي ضمن الدستور والإطار القانوني. وكانت أفكار عمران خان المثالية رفعت سقف التوقعات لدى الشارع، لكن ضغوط الأزمات التي تواجهه، حيث تتراكم الملفات الاقتصادية وأزمة الدقيق والسكر والغلاء بشكل عام، تضاف إليها تداعيات أزمة كورونا وإدارة الحكومة لها، وجميعها تشكل أوراق ضغط تستخدمها المعارضة ضد عمران خان لإجباره على التنحي قبل إكمال مدة ولايته، وهي 5 سنوات. الحراك الشعبي يتفاعل ولكن عمران يقلل من الضغوطات. المعارضة تطلق خطة الاعتصام.. إسلام آباد المحطة القادمة..