أظهر اليوم الثاني من اعتصام معارضي حكومة رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف في ساحات عامة بالعاصمة إسلام آباد انقسامهم ومحاولتهم التنافس في ما بينهم، إذ رفض انصار زعيم جمعية «منهاج القرآن» طاهر القادري الانضمام الى تجمع زعيم «حركة الانصاف» عمران خان بحجة ان زعيمهم اطلق اولاً الدعوة الى ثورة شعبية ضد النظام قبل انتخابات العام الماضي، ووصول مؤيديه الى إسلام آباد وساحة الاعتصام قبل ساعات من وصول انصار عمران خان الذين تذمروا بدورهم من عدم بقاء الأخير معهم في ساحة الاعتصام، وتفضيله العودة إلى منزله للراحة بعدما قطع رحلة لمسافة 300 كيلومتر من لاهور إلى إسلام آباد. وشدد عمران خان، في خطاب ألقاه أمام حوالى 20 الفاً من أنصاره في إسلام آباد، على ان الحل الوحيد هو استقالة حكومة شريف، وقال: «حان وقت اتخاذ الأمة قرارها. سأبقى هنا حتى يستقيل رئيس الوزراء الذي عيّن بعد انتخابات مزورة». وزاد: «لجأنا الى لجنة الانتخابات والمحكمة العليا للإحتجاج على تزوير الاقتراع. وحين لم يتحقق العدل قررنا ان لا سبيل آخر إلا النزول الى الشارع». لكن مسؤولين حكوميين وآخرين في المعارضة أكدوا وجود اتصالات مع الجيش من خلال أحزاب، بينها الجماعة الإسلامية، لحل الأزمة. وكشف مسؤولون في حزب عمران خان أنهم «سيقدمون 10 مطالب للحكومة، وفي حال الاستجابة لتسعة منها سيتغاضى الحزب عن المطلب العاشر، وهو استقالة الحكومة». وأشاروا الى ان عمران خان قد يقبل دعوة شريف لتشكيل لجنة من قضاة المحكمة العليا للتدقيق في أصوات ناخبي 10 دوائر انتخابية مختلف عليها. أما القادري الذي يطالب بتشكيل حكومة من التكنوقراط، فقال: «نريد ان يعم السلام في باكستان من خلال ثورة ديموقراطية»، متعهداً القضاء على الفساد وتوفير أموال لبناء منازل وتأمين فرص عمل وامدادات كهرباء ومياه رخيصة. الى ذلك، لمّح مسؤولون حكوميون إلى ان الجيش يُجري وساطة بين الحكومة والمعارضة، وانه طالب الحكومة بإزالة المنع من السفر المفروض على الرئيس السابق برويز مشرف في مقابل اقناع الجيش انصار عمران خان والقادري بفض الاعتصامات. وأكد وزير شؤون مناطق القبائل والحدود الجنرال عبدالقادر بلوش حصول مفاوضات بين وزير الداخلية تشودري نصار علي خان وشهباز شريف، شقيق رئيس الوزراء، وقائد الجيش الجنرال راحيل شريف، فيما اشارت مصادر حكومية الى امتعاض نواز شريف من تأييد المؤسسة العسكرية لإعتصامات المعارضة، وضغطها على حكومته للسماح بسفر الرئيس السابق مشرف، رغم اتهام القضاء اياه بالخيانة العظمى.