انشغال الأمريكيين والعالم بنتائج الانتخابات الرئاسية أنسى الناس تطورات جائحة فايروس كورونا. بالطبع لم يتوقف تفشي الفايروس، بل تسارع، وحقق أرقاماً لو حدثت قبل ذلك لاحتلت صدارة الصفَحَات الأُوَل في صحف العالم. وخلال الساعات ال24 الماضية تحققت الأرقام التالية: • بلغ العدد التراكمي للإصابات الجديدة حول العالم في 6 نوفمبر الجاري 642.724 إصابة. وبلغ مجمل الحالات في العالم أمس 49.68 مليون. وإذا بلغ عدد الحالات السبت عدداً مماثلاً للمشار اليه، فذلك معناه أن العالم سيستيقظ فجر الأحد ليجد أن كوفيد-19 تجاوز 50 مليون إصابة. وقفز عدد الوفيات في العالم أمس إلى 1.25 مليون وفاة. • الولاياتالمتحدة تغرق وشعبها يختصمون حول رئيسهم الجديد. فقد بلغ عدد الإصابات هناك خلال الساعات ال24 الماضية 126.480 إصابة. وهو عدد أكبر مما تم تسجيله الخميس (126.403 إصابات جديدة). وقالت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية إن مرضى كوفيد-19 يشغلون حالياً 58678 سريراً في مستشفياتها. وكان أبرز المصابين بالفايروس في أمريكا أمس كبير موظفي البيت الأبيض مارك ميدوز. • من الطبيعي مع تلك الأرقام الصادمة أن يتجاوز العدد التراكمي للإصابات في الولاياتالمتحدة 10 ملايين نسمة. وبدأت أمريكا تنزلق إلى منحدر الأكثر من 10000 وفاة يومياً. فقد سجلت الجمعة 1196 وفاة، ليرتفع إجمالي وفياتها إلى 242.239 وفاة. • ليست أوروبا بأحسن حالا من حليفتها على الضفة الأخرى للمحيط الأطلسي. فقد أعلنت منظمة الصحة العالمية أن التفشي المتسارع في القارة العجوز أدى إلى نحو 11.6 مليون إصابة. وهو رقم يفوق مجمل عدد الإصابات في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي البالغ 11.4 مليون إصابة. ويوجد نصف ذلك العدد في 4 دول أوروبية هي: روسيا (1.73 مليون إصابة)، وفرنسا (1.6 مليون)، وإسبانيا (1.3 مليون)، وبريطانيا (1.1 مليون إصابة). وأعلنت ألمانياوإيطاليا (الجمعة) أكبر عدد من الإصابات منذ اندلاع الجائحة. فقد سجلت ألمانيا 21506 إصابات جديدة. وأعلنت إيطاليا (الجمعة) تسجيل 37.809 إصابات جديدة. كما أعلنت البرتغال رقماً قياسياً محلياً، بتسجيل 5550 إصابة جديدة الجمعة. أما فرنسا، التي أضحت تحتل المرتبة الخامسة عالمياً، فأعلنت الجمعة 60.480 حالة جديدة. وقال وزير الصحة أوليفييه فيران: «الموجة الثانية هنا. وهي عنيفة جداً». وقررت فرنسا إغلاق خدمات توصيل الوجبات (ديلفري) من العاشرة مساء إلى السادسة صباحاً. وقالت بريطانيا إنها سجلت 23278 إصابة جديدة الجمعة، و355 وفاة. وانضم أمس «سفاح يروكشاير» بيتر ستكليف (74 عاماً) -وهو أشهر قاتل متسلسل الجرائم في العالم- إلى قائمة مشاهير كوفيد-19، في سجنه المشدد الحراسة، الذي يحتجر فيه منذ إدانته بقتل 13 امرأة خلال السبعينات والثمانيات. وقالت مصلحة الإحصاءات الاتحادية الروسية أمس إنها سجلت وفاة 55.671 شخصاً بكوفيد-19 منذ أبريل 2020 حتى سبتمبر الماضي. بيد أن اللجنة الحكومية الروسية لمكافحة الوباء تمسكت بأن عدد الوفيات لم يتجاوز 28.253 شخصاً، وهو رقم شككت في مصداقيته منظمة الصحة العالمية وخبراء الأوبئة في العالم. ولم تكن الحال أفضل منها في اليونان، حيث بدأ أمس إغلاق كامل للبلاد، وبولندا التي أعلنت تسجيل 27.100 حالة جديدة الجمعة. وعلى صعيد آخر؛ لا تزال الهند تحتل المرتبة الثانية عالمياً من حيثُ عدد الإصابات. وبعد إعلانها أمس السبت تسجيل 50.356 حالة جديدة؛ ارتفع عدد مصابيها إلى 8.46 مليون نسمة، توفي منهم 125.605 أشخاص. وأعلنت باكستان أنها قررت فرض الإغلاق في مناطق محددة من عدد من المدن الكبرى، اعتباراً من أمس. وحذرت من فرض غرامات على أي شخص لا يرتدي كمامة، أو يتجاهل مسافة التباعد الجسدي. وكانت باكستان قالت إنها سجلت الجمعة 1376 حالة جديدة، فيما ارتفع عدد الوفيات منذ بدء النازلة إلى 6.923 وفاة. كورونا.. من «ثعلب البحر» للإنسان.. تحور خطير خلال سبتمبر الماضي سخرت رئيسة وزراء الدنمارك ميتي فريدريكسون من صحفي سألها -في مؤتمر صحفي- عما يشاع عن إصابات بفايروس كورونا الجديد في مزارع تربية ثعالب البحر (حيوان المينك، وهو من القوارض الشبيهة بالقطط، وله فراءٌ أبيضُ كثيفٌ). غير أنها أعلنت في 6 نوفمبر الجاري قرار حكومتها بإبادة أكثر من 17 مليوناً من ذلك الحيوان. وأعلنت رئيسة الوزراء أن الفايروس قفز من حيوان المينك ليصيب الإنسان. وقالت إن نسخة الفايروس التي قفزت من المينك للإنسان سريعة التفشي والفتك. وزادت أن حكومتها قررت تقاسم الخريطة الوراثية للنسخة الجديدة مع دول العالم. وقالت السلطات إنها سجلت 214 إصابة لأشخاص التقطوا العدوى من حيوان المينك. والأشد خطورة أن العلماء باتوا يخشون من أن النسخة الجديدة للفايروس المرتبطة بحيوان المينك (ثعلب البحر) قد تحبط مفعول أي لقاح إذا ظهر. وقررت الدنمارك فرض الإغلاق على 7 مدن، فيما أعلنت بريطانياوألمانيا حظر السفر والقدوم من وإلى الدنمارك. وقال علماء دنماركيون أمس إن العدوى بالنسخة الفايروسية المرتبطة بحيوان المينك تجعل الأجسام المضادة في جسم الإنسان أقل فعالية في مقاومة الوباء. لكن علماء آخرين قالوا إن لا داعي إلى القلق، لأن تحور الفايروسات هو عملية مستمرة منذ أن عرف الإنسان التعامل معها. وأعلن كبير مستشاري مكافحة الأوبئة في الدنمارك كاري مولبانك إن أسوأ سيناريو يمكن تصوره هو اندلاع جديد للوباء، يبدأ هذه المرة من الدنمارك.