إذا كانت الأرقام هي ما يتم الاحتكام إليه لشرح مدى التسارع الجنوني لتفشي وباء فايروس كورونا الجديد (كوفيد-19)؛ فيجب العلم بأن عدد المصابين بالفايروس حول العالم قفز خلال الساعات ال24 الماضية من 43 مليوناً إلى 43.37 مليون شخص. وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مُحقّاً حين وصف كوفيد-19 أمس الأول بأنه أكبر أزمة تواجهها الإنسانية في العصر الحاضر. وكانت القوى الكبرى في الغرب الأشد اصطلاء بنار الوباء. ففيما تقترب الولاياتالمتحدة من ارتفاع عدد مصابيها إلى 9 ملايين نسمة (8.89 مليون أمس)، قالت السلطات هناك إنها سجلت 58.317 حالة جديدة خلال الساعات ال24 المنتهية نهار السبت. وقيدت أمريكا 939 وفاة جديدة، ليرتفع عدد وفياتها إلى 230.510 وفيات. وأعلنت فرنسا أمس رصد 52.010 إصابات جديدة، بعد ثلاثة أيام من تسجيل أزيد من 40 ألف حالة جديدة يومياً. وقالت السلطات إن مرضى كوفيد-19 باتوا يشغلون أكثر من 70% من أسرّة غرف الإنعاش في مشافي منطقة العاصمة باريس. وأضحت فرنسا هي الأشد نكبة بالوباء في دول الاتحاد الأوروبي. وازداد بؤس السكان زيادة شديدة في إسبانيا، وإيطاليا، وبلدان أوروبا الشرقية. وأضحى الإغلاق الشامل هو أبرز عناوين الوضع في إسبانيا. وأعلن رئيس الوزراء الإسباني يبدرو سانشيز أنه اعتباراً من منتصف ليل الأحد بدأ تطبيق منع التجول في جميع أرجاء البلاد، من الحادية عشرة ليلاً إلى السادسة صباحاً. وزاد أن هذا الوضع سيستمر خلال الأشهر الستة القادمة. ووصف سانشيز الوضع في البلاد بأنه خطير جداً، واصفاً ما تعانية بلاده وأوروبا بأنه موجة ثانية من الهجوم الوبائي. وكانت فرنسا طبقت منذ الأسبوع الماضي منعاً للتجول من التاسعة مساء حتى السادسة 2 صباحاً، بما في ذلك باريس. وفي بلجيكا، قال المتحدث باسم اللجنة الحكومية لمكافحة كوفيد-19 إنه ليس مستبعداً أن تعلن الحكومة البلجيكية إغلاقاً شاملاً للبلاد، إذا لم يتباطأ تفشي الفايروس. وأضاف أن الحكومة تنتظر معرفة نتيجة التدابير الراهنة حتى الأسبوع القادم، ثم تتخذ قرارات جديدة في ضوء تلك النتائج. وحذرت السلطات في بولندا من أنها قد تضطر إلى فرض الإغلاق الشامل إذا لم يتباطأ تشارع التفشي الوبائي. وذكرت صحف وارسو أن السلطات تتجه إلى حظر السفر، وإغلاق المدارس الابتدائية، ليواصل التلاميذ تعليمهم من خلال تكنولوجيا التعلّم عن بُعد. وأقر رئيس وزراء إيطاليا غويسيبي كونتي أمس الأول خطة لتقييد عدد الساعات المسموح خلالها بفتح المقاهي والمطاعم، وإغلاق الصالات الرياضية. وستحض الحكومة مواطنيها على إلغاء خطط سفرهم اعتباراً من أمس، حتى 24 نوفمبر القادم. وكانت إيطاليا أعلنت تسجيل 21.273 إصابة جديدة خلال الساعات ال24 الماضية. وقالت إن عدد المنومين في غرف الإنعاش الفائق بمرض كوفيد-19 ارتفع أمس إلى 1.200 شخص. وفي العاصمة البلغارية صوفيا، تأكدت أمس إصابة رئيس وزراء بلغاريا بويكو بوريسوف بفايروس كوفيد-19. وكان بوريسوف دخل في عزل صحي الجمعة، بعد مخالطته نائب وزير مصاب بالفايروس. وخضع رئيس الوزراء للفحص مرتين. وكانت النتيجة في المرتين سالبة. وأعلن الأطباء أنه لم يعد هناك مبرر لاستمراره في العزل، وأن بإمكانه مزاولة تشاطه المعتاد اعتباراً من السبت. لكن فحصاً ثالثاً في اليوم نفسه أكد إصابته. المكسيك تتوقع إصابات مضاعفة.. والهند تحذر وفي المكسيك (التاسعة عالمياً من حيث عدد الإصابات -891.160 إصابة، والرابعة عالمياً من حيثُ عددُ الوفيات- 88.924 وفاة)؛ أقرّت السلطات الصحية بأن العدد الحقيقي لوفيات كوفيد-19 قد يكون أكبر كثيراً من العدد المعلن. وزادت أنها قيدت 193.170 «وفاة إضافية» -على حد تعبيرها- خلال السنة المنتهية في 26 سبتمبر 2020. وكانت السلطات الصحية المكسيكية قالت الأسبوع الماضي إنها تعتقد أن العددش الحقيقي لوفيات كوفيد-19 في المكسيك قد يصل إلى 103.882 وفاة، إذا ما وُضع في الحسبان عدد المتوفين الذين كانت نتائج فحوصاتهم خاطئة. وتعدى عدد المصابين في روسيا 1.5 مليون نسمة الأحد. وبلغ العدد التراكمي للإصابات أمس (الإثنين) 1.53 مليون. وأعلنت موسكو تسجيل 16.710 إصابات جديدة الأحد. وتحتل روسيا المرتبة الرابعة عالمياً، لجهة عدد الإصابات، بعد الولاياتالمتحدة، والهند، والبرازيل. ولم يقل عدد الحالات الجديدة في روسيا عن 15 ألفاً منذ الأحد الماضي، في حين أن أكبر عدد من الإصابات الجديدة خلال الهجمة الفايروسية خلال الربيع الماضي لم يزد على 11.656 إصابة. وأعلنت كل من ألمانيا والنمسا تشديد التدابير الوقائية، في ضوء التسارع الراهن لتفشي فايروس كورونا الجديد. وقالت برلين إنها سجلت 11.176 حالة جديدة الأحد، فيما أعلنت فيينا اكتشاف 3.614 إصابة جديدة السبت، و2.782 الأحد. وقام متظاهرون مناهضون للتدابير الوقائية بمهاجمة مقر معهد روبرت كوخ، الذي يمثل المركز الوطني للحد من الأمراض ومكافحتها. وأطلقوا عبوات حارقة على المقر في العاصمة برلين. ولم يصب أي شخص بأذى. لكن الحكومة قالت إن إحدى نوافذ المعهد تم تدميرها. أما الهند- الثانية عالمياً من حيثُ عددُ الإصابات، والثالثة لجهة عدد الوفيات بكوفيد-19- فعلى رغم أن العدد التراكمي لإصاباتها قد يرتفع اليوم أو غداً إلى 8 ملايين نسمة (7.91 مليون أمس- و119.030 وفاة)؛ إلا أنها تلقت بارتياح بالغ تحليلات تفيد بتباطؤ التفشي في أراضيها. فقد أعلنت الأحد تسجيل 50.129 حالة جديدة، قياساً بأكثر من 70 ألف إصابة جديدة خلال الأسابيع الماضية. وذكرت الحكومة الهندية أن عدد الحالات النشطة فعلياً لا يتجاوز 700 ألف، بعدما تعافى أكثر من 7.1 مليون مصاب. لكن خبراء هنود حذروا مما سموه «الأرقام الخادعة». واعتبروا أن مشكلة الهند تكمن في اعتمادها على أجهزة فحص لا تتسم بالدقة. وزادوا أنهم لا يثقون بأي نتيجة تصدرها تلك الاختبارات.