جاء «الربيع العربي» الفاشل ليعيد ترتيب خريطة الدول العربية، ويهدم نظمها بترتيب وتنسيق محكم من تنظيم الإخوان المسلمين، الذي يتزعمه النظام التركي، مع بعض القوى الغربية، بدءاً من تونس ومروراً بمصر وليبيا واليمن وأخيراً الجزائر والسودان.. وإذا ما كانت هناك حسنات لهذا الربيع السيئ فهي حسنة وحيدة ألا وهي أنه كشف عن فكر التنظيم الإرهابي الظلامي، ومتاجرته بالدين وسعيه للاستيلاء على الحكم أو البقاء فيه مهما كان الثمن.. فشعاره خدمة المرشد والجماعة فوق الدولة. لقد قالها المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه عام (1936) لمؤسس الجماعة حسن البنا عندما طالب بإنشاء فرع للإخوان المسلمين في السُّعودية، فرفض الملك قائلاً «كلنا مسلمون وكلنا إخوان فليس في دعواك جديد علينا». وصنفت هيئة كبار العلماء جماعة الإخوان المسلمين «جماعة إرهابية» كونها لا تمثل منهج الإسلام، وتتبع أهدافها الحزبية المخالفة للدين الإسلامي. وأصدرت المملكة في يونيو 2017، بيانا صنفت فيه شخصيات ومؤسسات خيرية من جنسيات مختلفة على أنها إرهابية، وتضمنت القائمة 59 شخصية و12 هيئة، منها شخصيات تنتمي لجماعة الإخوان المسلمين. وفي مارس 2018، وصف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان جماعة الإخوان بأنها «حاضنة للإرهابيين»، كما هاجم الجماعة في مقابلة تلفزيونية في محطة «سي بي إس» (CBS) الأمريكية. لقد اتضح للعالم أن تنظيم الإخوان المسلمين حركة إرهابية لها تاريخ مليء بالاغتيالات والغدر والتخريب والتدمير ولا يضع التنظيم حرمة للأنبياء ويضفي قداسة مزعومة على الرموز الروحية للإخوان. والحقيقة التي ينبغي أن تترسخ في أذهان الأمة الإسلامية أن جماعة «الإخوان» ستزول للأبد، حتى إن بقي بعض أتباعها وسيزول كل من يحاول المتاجرة بالدين. والبقاء للإسلام السمح المعتدل المنير لعقول البشر، وليس لشخص أو جماعة.. كون الإسلام دين السلام.. دين التسامح وليس له علاقة بتطرف الإخوان ومزايداتهم على الإسلام، وليس دين النظام الأردوغاني الذي دمر الإسلام والمسلمين.