يتوالى سقوط رؤوس جماعة الإخوان في مناطق عدة في العالم الإسلامي، بعد انتهاء حقبة رئيس وزراء ماليزيا محمد مهاتير، الذي طرد من حزبه أخيراً، بعدما حاول فرض إخوانيته على المنطقة، من خلال قمته الفاشلة، كما سقطت أوراق الجماعة تباعاً في تونس وليبيا واليمن، وفشلهم في العراق، وأخيراً السودان، وكان إعلان سقوطها من قبل في مصر الصدمة الأضخم في تاريخها، كونها كانت تمثل مركزا قويا لها، وبالسقوط المتوالي لرموزها نسفت الأهداف الإستراتيجية، التي كان يسعى النظام لتحقيقها، بمساندة دول تتطابق مصالحها معها، وفي مقدمتها أحلام «أردوغان» بعودة الخلافة العثمانية القميئة.وتمر الجماعة حالياً، بحسب مراقبين بحالة من التجفيف، وخروجها من دائرة المنافسة السياسية، وهزيمة مشروع الإسلام السياسي بشكل عام، ودفعت حالة الفشل التي تعيشها الآن إلى انشقاق العشرات من قيادات التنظيم الدولي، كما أن إعلان عدد من الدول العربية في مقدمتها المملكة ومصر والإمارات بأن الإخوان تنظيم إرهابي أدى إلى وجود ارتباك بين أركانها الداخلية، إضافة إلى أن هناك أزمة داخل عدد من الكيانات الإخوانية فى الخارج، مثل منظمة كير الإسلامية الأمريكية، واتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، والمجلس الثوري بتركيا، والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والاتحاد الإسلامي في الدنمارك، فيما يعد مركز الفكر السياسي الإسلامي بلندن، المقر الحقيقي لإدارة المشهد، في ظل هروب قيادات إخوان مصر إلى بريطانيا، التي تضم مئات المؤسسات والكيانات الإخوانية الأخرى. «جماعة الإخوان» ستزول للأبد ليس في مصر فقط، ولكن في العواصم العربية والإسلامية كافة، وهو ما أكد عليه الباحث في الشؤون الإسلامية والقيادي الإخواني السابق إبراهيم ربيع، موضحاً أن كل من يحاول المتاجرة بالإسلام فليس له وجود، والبقاء فقط للإسلام السمح المعتدل الوسطي، متوقعاً أن يكون 2020 عام «شهادة وفاة الإخوان» عربياً وإسلامياً، فهذه الجماعة الخارجة عن القانون، هي التي فتحت ذراعيها للتنظيمات الإرهابية، لتجد لهم ملاذاً آمناً في سيناء، وتكون إحدى وسائلها الرخيصة زرع الخوف والرعب في نفوس العباد، وإجبارهم على الانصياع لحكمهم وتوجهاتهم. وتابع قائلاً «لقد تم رفض الإخوان في تونس وليبيا واليمن والعراق، واعتبارها كياناً منحلاً وفي الأردن وأخيراً السودان، وانهيارها في مصر نسف مخطط إقامة الدولة العثمانية التي يحلم بزعامتها إمبراطور الإرهاب أردوغان». وأضاف ربيع، أن حالة الفشل الإخوانية، دفعت العشرات من قيادات التنظيم الدولي إلى إعلان الانشقاق عنها، وهو ما كشف حقيقة هشاشة هذا التنظيم، والجميع ينظر إليها كجماعة خائنة إرهابية، ومن يتعاون معها في الداخل يصبح طابوراً خامساً من الخونة والجواسيس. ويرى القيادي الإخواني السابق سامح عيد، أن سقوط رؤوس جماعة الإخوان المتوالي بدول العالم، يؤكد على أنها في حالة تحلل، معتبرا أن وقوف الجماعة بجانب تركيا التي تستضيف عدداً من عناصرها، يؤكد على أنهما وجهان لعملة واحدة في التخريب والإرهاب، والانشقاقات والصراعات ما زالت تضرب الإخوان وقياداتها، وسقوطهم دلالة واضحة على فشلهم السياسي. وأضاف أن الإسلام ليس دين الإخوان، والقرضاوي الزائف بل هم أداة لتدمير الإسلام، مشيراً إلى أن الجماعة الإرهابية قامت بالتعاون مع دول إقليمية خاصة تركيا وإيران، بوضع مخطط لتخريب البلدان الإسلامية أثناء حكمهم لمصر، وتم رصد المليارات من الدولارات لدعم مخططاتهم التخريبية، وعندما أيقن الشعب ذلك قام بثورته المعروفة في 30 يونيو 2013، وهذا السقوط الإخواني يعد من أخطر محطات التحول في تاريخها.