سلام لهديل الحمام وترنيمة القمري، سلام للظلال قبل وصول ساعات العصاري، سلام للنخيل في الواجهة البحرية، ما من شجرة تثير عندي الهيبة مثل النخيل، تمنحني النخلة معنى الثبات، لم أر نخلة تميل مع الريح مهما كانت العاصفة، سلام لمذاق الأشياء الحلوة، سلام لما نجا من تغيرات في حارتي (شعب عامر) بمكة طفت بكل الدنيا وظلت (مكة) المركز بكل مكوناتها، سلام لوجهات المساجد، للممرات المؤدية (للجودرية) سلام لحوش جدتي في (المعابدة) ولأشجار المانجو في بيتها، التي لم تكن تثمر إلا إذا مررت قربها ولمستها بحنان، وأسبغت عليها الرضا والأمان، سلام للحنان والحنين وللرضا والسكينة، سلام لزرعها، وللظلال التي تفرشها، وللأشجار والأغصان، وكل مورق وأرف، سلام لروحها وللريحان، ولجنة النعيم التي تضمها، سلام بوسع الكون لأصحابي، سلام لكل من يصنع في هذا الكون البهجة وينشر الفرح ويعزز الثقة، ولا بهجة تعلو اليوم على خبر تعين ثاني امرأة في بلدي لتشغل منصب التمثيل الدبلوماسي لبلادها في الدول الأخرى، سلام لبنت بلدي زهرة الزهور السفيرة (آمال يحيى المعلمي) حارسة العلم الأخضر، السيدة الثرية فكراً وعلماً وإرثاً وروحاً وجذوراً وتجذراً، حيث جاءت من أسرة، بعض تواريخها أصبح عمراً وتراثاً وتبراً، أسرة كزهرات الفل الملضومة في خيط متين، الزوجة بامتياز، والأم باقتدار، من عاشت الواقع دون انفصال عنه، شعاع النور للشبيبة التي أصبحت لهم قدوة وأملا، كنت أشعر بسعادة دافئة تجتاح كياني وأنا أستمع إلى (أم علي) والتي ورثت عن أبيها البلاغة وحلاوة اللسان، وهو المفتاح للقلوب، تقول كلاماً يشنف الأذان، تقول ببهجة موجعة، وابتسامتها تسبقها كصبح وردي جميل، كيف أن أبناءها ساعدوها على حفظ القسم، وجدت نفسي أشرد في كلامها وهي تمد يدها وتخرج سلسالاً ذهبياً، ينتهى بقلب، يحمل صورة والدتها معدية، ووالدها الفريق يحيى، ثم تكمل، لقد كانوا معي وأنا أردد القسم في حضرة خادم الحرمين الشريفين، حديث مفعم بالشغف، والشجن، والأمل، والأحلام، والفرح الروحي الذي يدغدغ الحواس، سلام (لأبوجمال) خليل روحي، والمخلوق الأعز على قلبي، صهري (سالم بن عثمان الطويرقي) الحبيب الذي لم يعاتب الحياة يوماً عندما تخفي غمازتها عنه، والذي تحول في سريره الأبيض، إلى مسافر رصين فاتته كل السفن، في كل الموانئ ولكنه لم يجزع، بل ظل في الانتظار، سلام (لأبوعلي) الحميم (عبدالله العراك) لكم تمنيت (يأبوعلي) أن يعود بنا الزمان إلى حالة الحب الأولى في (بارك فيل) كانت أغنية ومسجلا وكثيرا من الشواء، ستختصر كل الاحتفالات بتعيين (أم علي) سفيرة لبلادي، في زماننا كنا نحب بصدق ولا نخجل عن التعبير عنه، ورثت عن أمي (نورة) رحمة الله عليها، الحب، ورثت عنها محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والبشر أجمعين، كانت في هذه الأيام المباركة، تغرد بمدائح نبوية، وأناشيد دينية عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وجميل صنع الله، والنفس المطمئنة، ومدارج السالكين، علمتني أن الحب هو مطر السماء، حباته هي التي تسقي أرضك العطشى، الباحثة عن طوق نجاة، كي لا تتيبس وتجف عظامك وتهرم على عودها، وتموت كأية شجر وحيدة، وأن لا وقت للإنسان أن يكره من يكرهونه، إن انشغل بمحبة من يحبه، يقول الله عز وجل (وألقيت عليك محبة مني)... وأقول من يحب يحيى ألف عمر في عمر واحد، ويعيش أزمنة لا زمانا واحدا، ويعب من كوثر المحبة، والذي حافتاه من ذهب، وقبابة اللؤلؤ المجوف، ومجراه على الدر والياقوت، أشد بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل، فيه طير أعناقها كأعناق الخيل، ترى فيه أباريق الذهب كعدد النجوم.. لكم أحبك يارسول الله..!! كاتب سعودي [email protected]