أرقام تنمُّ عن بؤس مَقيتٍ يعانيه العالم، جراء تفاقم الأزمة الصحية، الناجمة عن تفشي فايروس كورونا الجديد، ومرض كوفيد-19 الذي يسببه. فهناك زيادة مطردة في عدد الإصابات الجديدة والوفيات. وتعدى العدد التراكمي للحالات حول العالم نصف المليون الأول، بعد 42 مليوناً بلغها خلال نهاية الأسبوع. ويزداد البؤس في البلدان الأشد تضرراً من الوباء. فعلى رغم تمسك الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بأن الفايروس سيذهب؛ إلا أن الوضع الصحي في بلاده يتردّى مع مرور كل يوم، فيما لم يبقَ على موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية سوى أقل من 10 أيام. فقد ارتفع عدد الحالات في أمريكا أمس إلى 8.75 مليون، نجمت عنها 229284 وفاة. وتجاوز عدد الإصابات الجديدة خلال الساعات ال 24 الماضية 70 ألفاً. وذكرت أسوشيتد برس أمس أن بعض المستشفيات الأمريكية استنفدت طاقتها لاستيعاب المصابين. وأكدت أنه لا توجد رقعة في أمريكا لم تسلم من تأثيرات كوفيد-19. وأعلنت الهند- الثانية عالمياً من حيث عدد الإصابات- تسجيل 53370 حالة جديدة خلال الساعات ال 24 المنهية صباح السبت، علاوة على 650 وفاة. وبات عدد المصابين في الهند 7.81. وقالت منظمة الصحة العالمية إنها تلقت إشعارات بتسجيل 445 ألف إصابة جديدة حول العالم خلال الساعات ال 24 الماضية. وذكر مدير المنظمة الدكتور تادروس غبريسيوس الليل قبل الماضي إن النصف الشمالي من الكرة الأرضية يواجه «منعطفاً خطيراً»، جراء استمرار تفاقم التفشي الوبائي. وقالت المديرة الفنية للمنظمة ماريا فان كيرخوف إن مشافي مدن أوروبية عدة ستستنفد الطاقة الاستيعابية القصوى لأسرّة العناية الفائقة خلال الأسابيع القادمة. وبالفعل فإن الأرقام تتحدث عن مدى بؤس القارة العجوز في أتون هذه الأزمة. فخلال الساعات الماضية انضمت فرنسا إلى الدول التي تجاوز عدد مصابيها مليون نسمة. وقفزت لتحتل المرتبة السابعة عالمياً، بعد إسبانيا (1.11 مليون إصابة)، والأرجنتين (1.07 مليون إصابة). ويتوقع خلال الساعات القادمة أن تنضم الدولة اللاتينية الفقيرة كولومبيا إلى الدول ذات الأكثر من مليون إصابة (998942 إصابة بعد ظهر السبت). وقال رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز، في خطاب متلفز (الجمعة)، إن الوضع في بلاده «خطير». وأضاف أنه على رغم أن العدد الرسمي للمصابين في بلاده يبلغ 1.11 مليون، إلا أن العدد الحقيقي للمصابين قد يتجاوز 3 ملايين نسمة. وتجاوز عدد الحالات الجديدة في أقطار القارة الأوروبية 200 ألف حالة خلال الساعات ال 24 الماضية. وأعلنت فرنسا أمس رقماً قياسياً جديداً، بتسجيل 42023 إصابة جديدة، و298 وفاة. وقالت إيطاليا إنها شهدت قفزة بنسبة 19% في الإصابات الجديدة، إذ رصدت 19143 حالة جديدة خلال الساعات ال 24 الماضية، علاوة على 91 وفاة. وأعلنت أن عدد أسرّة العناية الفائقة المشغولة بمصابين تجاوز ألفاً. وبدت شوارع مدينة ميلانو، معقل التفشي الراهن، خالية تماماً من المارة، بعدما بدأ تطبيق منع التجول منذ ليل الخميس. ويتوقع أن تعلن إيطاليا حظر تجول في جميع أنحاء البلاد من التاسعة مساء، خلال الأيام ال 7 القادمة، بحسب صحيفة كورييرا ديلا سيرا (الجمعة). ولم تخلُ منطقة أوروبية أمس من تدابير مشددة. فقد أعلنت الدنمارك أنه سيكون ممنوعاً، اعتباراً من غدٍ الإثنين، تجمع أكثر من 10 أشخاص. وقالت إنها ستوسع نطاق إلزامية ارتداء قناع الوجه. وأعلنت بلجيكا أن على مواطنيها البقاء في منازلهم من العاشرة مساء حتى السادسة صباحاً لمدة شهر. وأدخلت وزيرة الخارجية صوفي ولمس (45 عاماً) غرفة العناية الفائقة الليل قبل الماضي بعد تدهور إصابتها بفايروس كوفيد-19. وقالت سويسرا إنه اعتباراً من منتصف ليل الأحد/الإثنين سيكون ممنوعاً تجمع أكثر من 5 أشخاص. وستستمر هذه الإجراءات حتى 30 نوفمبر القادم. وكانت سويسرا أعلنت الجمعة تسجيل 6600 إصابة جديدة. وأعلنت هولندا أن وزارة الصحة سجلت 10007 حالات جديدة أمس الأول. وحذر رئيس وزراء بولندا ماتيوش موراويكي الليل قبل الماضي من أن حكومته ستضطر إلى فرض ما سماه «إغلاقاً عميقاً»، إذا استمر تزايد الحالات الجديدة. كما أعلنت كل من كرواتيا، وسلوفينيا، والبوسنة عدداً كبيراً من الحالات الجديدة. وقالت ألمانيا إن عدد الحالات الجديدة خلال الساعات ال 24 الماضية بلغ 11242 إصابة. وأضافت أن معدل الإصابات هناك ارتفع إلى 60 شخصاً من كل 100 ألف من السكان. ********** كادر ********** عنوان: بريطانيا: منع «السوبرماركت» من بيع البضائع غير الأساسية! تواصل تفاقم الأزمة الوبائية في بريطانيا، بعدما أعلنت الحكومة البريطانية أمس تجسيل 20530 إصابة جدية خلال الساعات ال 24 الماضية؛ إضافة إلى 244 وفاة. وتخضع مناطق عدة، خصوصاً في شمال إنجلترا ومقاطعة ويلز لتدابير مشددة القيود. وأشارت وثائق من أوراق اللجنة العلمية التي تستشيرها الحكومة البريطانية أمس إلى أن فايروس كورونا قد تحوّر، ليصبح أكثر قدرة على التفشي المتسارع. كما كشفت الورقة أن المرضى أضحوا يموتون بمعدل أسرع مما كان عليه الوضع خلال الربيع الماضي. وشنت الصحف البريطانية أمس حملة كاسحة على الوزير الأول في ويلز مارك درايكفورد، الذي أصدر تعليمات لمحلات السوبرماركت بعدم بيع أي بضائع، باستثناء السلع الضرورية. ونشرت الصحف صوراً لمحلات السوبرماركت في مدن ويلز وقد وضعت حواجز وأغطية بلاستيكية تمنع وصول المتسوقين إلى السلع غير الضرورية. وقال درايكفورد، وهو من حزب العمال المعارض، إن هذه التدابير ستستمر 17 يوماً. ووصفها بأنها إجراءات «عادلة». وذكر أنها ضرورية لوقف تفشي الفايروس. وأضاف: لقد أمرنا جميع المتاجر غير الأساسية بإغلاق أبوابها، فكيف نسمح لمحلات السوبرماركت ببيع تلك السلع التي لا تستطيع المتاجر الأخرى بيعها؟ وأقيمت نقاط تفتيش على الحدود بين ويلز وإنجلترا لمنع أي قادمين إلى ويلز من دخولها.