انضمت دولتان منكوبتان بوباء فايروس كورونا الجديد أمس الى عضوية نادي المليون إصابة، الذي ظلت تسيطر عليه روسيا منذ أسابيع. وعبرت إسبانيا والأرجنتين أمس حاجز الأكثر من مليون إصابة، مع عدد مرتفع من الوفيات. وقد تنضم الى النادي الثلاثي حالياً، في القريب العاجل جداً، كل من كولومبيا (695.883 إصابة حتى منتصف نهار أمس الثلاثاء)، وفرنسا، التي بلغ عدد مصابيها حتى نهار الثلاثاء 910.277 مصاباً. وبقي الثلاثي الأشد نكبة على حالته السيئة، إذ ارتفع عدد الإصابات في الولاياتالمتحدة أمس الى 8.46 مليون، فيما بلغ عددهم في الهند أمس 7.60 مليون. وبلغ العدد في البرازيل أمس 5.25 مليون مصاب. وعلاوة على ذلك فإن الثلاثي المذكور يسيطر على المراتب الثلاث الأولى للدول الأكثر وفيات بكوفيد-19. وفي دليل ناصع على تسارع تفشي الفايروس، بدأ العدد التراكمي للإصابات حول العالم يزحف صوب 41 مليوناً؛ إذ بلغ أمس الثلاثاء 40.66 مليون إصابة، نجمت عنها 1.12 مليون وفاة حول العالم. وسجلت الهند أكثر من 46 ألف حالة جديدة خلال الساعات ال24 المنتهية صباح الثلاثاء. كما قيّدت 587 وفاة. لكن اللجنة الحكومية الهندية لمواجهة كوفيد-19 قالت أمس إن تراجع الإصابات الجديدة خلال الأسبوع الحالي قد يعني أن التفشي هناك بلغ ذروته. وذكرت أن الهند قد تتمكن من دحر الوباء بحلول فبراير 2021. لكن خبراء الأوبئة الهنود حذروا من أن يؤدي الإعلان عن انخفاض الإصابات الجديدة إلى تراخٍ في تدابير الوقاية من الوباء. وقال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أمس الأول إن حكومته أعدت خطة صحية رقمية لتحصين السكان، سيتم بموجبها استصدار بطاقة ممغنطة لكل مواطن تحوي كل تفاصيله الصحية. وفي إسلام أباد، قال وزير التخطيط والتنمية الباكستاني أسد عمر، الذي يرأس اللجنة الحكومية لمكافحة جائحة كوفيد-19، إن باكستان شهدت خلال الأسابيع الماضية ارتفاعاً في وفيات كوفيد-19 بنسبة تصل إلى 140%. وعزا ذلك إلى تهاون الشعب في التقيد بالتباعد الجسدي. وكان مركز القيادة والعمليات الباكستاني أعلن (الثلاثاء) 14 وفاة بكوفيد-19، و625 إصابة جديدة خلال الساعات ال24 الماضية. وكان رئيس الوزراء عمران خان حذر أمس الأول من أن بلاده قد تشهد موجة ثانية من التفشي الفايروسي خلال الشتاء بسبب التلوث في المدن الكبيرة. وتشير الأنباء الواردة من الأجنتين، التي تجاوز عدد المصابين فيها بالوباء مليون نسمة أمس، إلى حاجة متعاظمة للأسرّة في المستشفيات، ما دعا الحكومة إلى إنشاء مستشفى مؤقت في قلب العاصمة بيونس آيريس. وقال خبراء إن الأرجنتين بدأت تصارع الموجة الثانية من التفشي الوبائي، حتى قبل أن تنتهي الموجة الأولى! ويحدث ذلك التدهور على رغم أن الأرجنتين طبقت أطول إغلاق في العالم. ولا تزال القارة الأوروبية تشهد هجمة وبائية شرسة؛ ففي بريطانيا بدأت تدابير الإغلاق المحلي تعم معظم مناطق شمال إنجلترا. وعلى رغم ذلك؛ أعلن علماء جامعة كينغز كوليدج في لندن أنهم يوشكون على بدء تجربة مثيرة للجدل، ستشهد نقل الفايروس عمداً الى متطوعين أصحاء، لدراسة طبيعة المرض الذي يسببه، على أمل أن يؤدي ذلك إلى التعجيل بظهور لقاح يقي الناس عدواه. وعلى صعيد آخر، قال كبير المستشارين العلميين للحكومة البريطانية سير بارتيك فالانس أمس إن كوفيد-19 قد لا يختفي مطلقاً، حتى لو أضحى هناك لقاح يحصن الناس من الإصابة به. وأبلغ سير باتريك أعضاء مجلس اللوردات (الغرفة العليا في البرلمان البريطاني) اعتقاده بأن كوفيد-19 سيصبح مرضاً موسمياً، مثل الإنفلونزا، وسيندلع في موجات تفشٍّ كل عام. وققال إنه ينبغي أن يكف الوزراء والمسؤولون الحكوميون عن إطلاق الوعود مستحيلة التحقق، وأن يكونوا واقعيين بشأن فرص إتاحة لقاح. واستبعد إتاحة مصل واقٍ من فايروس كوفيد-19 قبل حلول الربيع المقبل. وفي السويد، التي تعتبر نفسها نموذجاً للدول التي رفضت الإغلاق، قررت الحكومة إغلاق عدد من المناطق في ما سمته «إغلاقاً اختيارياً»، وسيتم بموجب ذلك نصح السويديين بعدم الذهاب إلى المقاهي، والمطاعم، والمتاجر غير الأساسية. وتعد الخطوة تغيراً جذرياً في السياسة الوبائية للحكومة السويدية التي يديرها خبير الأوبئة السويدي المثير للجدل أندريس تيغنل. وكانت السويد أعلنت أن معدل الإصابات الجديدة فيها ارتفع الأسبوع الماضي إلى 65 إصابة وسط كل مليون مواطن. ولم تخلُ دولة أوروبية أمس من أخبار صحية سيئة. فقد أعلنت ألمانيا أمس تسجيل 8.397 إصابة جديدة. وقالت إنها قيدت 44 وفاة الثلاثاء. وأعلنت بلغاريا أمس تسجيل 1.024 إصابة جديدة. وهي المرة الأولى التي تتجاوز فيها الحالات الجديدة 1000 إصابة في يوم واحد. وقررت آيرلندا إغلاق جميع المتاجر غير الضرورية، والمدارس، والمطاعم، والمقاهي. وأمرت السكان بعدم مغادرة منازلهم لمدة أسبوعين قابلة للتمديد. وقالت منظمة الصحة العالمية أمس الأول إن تسارع التفشي الذي تشهده أوروبا حالياً يعزى، في جانب كبير منه، إلى عدم الالتزام بتعليمات العزل الصحي لمن اتضح أن نتيجة فحصهم إيجابية، بعد اختلاطهم بمصاب. وفي نيوزيلندا، قالت السلطات إن 11 من طواقم سفن الصيد الذين جاءوا للبلاد على متن رحلات جوية خاصة تأكدت إصابتهم بالفايروس، فيما يجري التأكد من 14 شخصاً آخر يشتبه بأنهم مصابون.