يتقدم فايروس كوفيد-19 باطِّراد ليصيب مزيداً من الأشخاص حول العالم. وأضحى بلوغ عدد المصابين به عالمياً 40 مليوناً مسألة وقت فحسب؛ إذ بلغ العدد أمس 39.60 مليون نسمة. ورافق ذلك ارتفاع في عدد الوفيات الذي بلغ أمس 1.10 مليون وفاة. وخلال فترة عطلة نهاية الأسبوع تغيرت الخريطة الوبائية لدول العالم. ففيما حافظت الدول الثلاث الكبرى الأشد تضرراً على المراتب الأولى، والثانية، والثالثة؛ استفحلت الأزمة الصحية في الولاياتالمتحدة، بعدما تجاوز عدد مصابيها 8.29 مليون نسمة، مع ارتفاع عدد وفياتها الى 223.644 وفاة. وسجلت أمريكا (الخميس) 63.330 إصابة جديدة. وبدأ الفايروس يتسارع في الولايات الحاسمة لنتيجة الانتخابات الرئاسية التي لم يبقَ على إجرائها سوى أقل من أسبوعين؛ وهي ولايات إيوا، وميتشيغان، ومينيسوتا، وبنسلفانيا، وأوهايو، وويسكونسن. وتشهد 44 ولاية أمريكية زيادة في عدد الحالات الجديدة يومياً، فيما تشهد 30 ولاية ارتفاعاً ملموساً في عدد وفيات كوفيد-19. وتجاوز عدد المصابين في الهند 7.43 مليون، فيما راتفع عدد وفياتها إلى 113.032 وفاة. وأعلنت وزارة الصحة الهندية أنها سجلت 62.212 حالة جديدة خلال الساعات ال24 المنتهية صباح أمس السبت. أما البرازيل فقد تجاوزت 5 ملايين مصاب (5.20 مليون أمس). ونجمت عن ذلك 153.229 وفاة. وحافظت روسيا على المرتبة الرابعة بعدد متزايد ومتسارع من الحالات، بلغ أمس 1.37 مليون. أما التغيرات التي شهدتها الخريطة الوبائية العالمية، فتتمثل في احتلال إسبانيا المرتبة الخامسة عالمياً، ب 982.723 إصابة، و33.775 وفاة. وتليها الأرجنتين، ب965.609 إصابات. وقفزت كولومبيا الى المرتبة السابعة، ب945.354 إصابة. وتلتها بيرو، ب862.417 إصابة. ثم المكسيك في المرتبة التاسعة، ب841.661 إصابة، و85.704 وفيات. وتدهورت فرنسا لتحتل المرتبة العاشرة أمس ب834.770 إصابة. وتتفاقم الأزمة الوبائية خصوصاً في إيران، التي باتت تحتل المرتبة ال13 عالمياً، ب522.387 إصابة. كما أن العراق تدهور إلى المرتبة ال15 عالمياً، ب 420.303 إصابات. وفيما أضحت بنغلاديش، وألمانيا، وإندونيسيا، والفلبين، وتركيا في دائرة الخطر، ضمن الدول ال20 الأشد تضرراً من فايروس كورونا الجديد؛ تقدمت السعودية أمس إلى المرتبة ال22 عالمياً، في تحسن ملموس للأزمة الصحية الوبائية. أما الوضع في أوروبا فهو أسوأ مما يمكن وصفه. فقد قررت بلجيكا أنه اعتباراً من غدٍ (الإثنين) سيتم منع التجول ليلاً، وإغلاق المقاهي، والمطاعم لمدة شهر. ولن يسمح للبلجيكي بالاختلاط خارج منزله بأكثر من شخص واحد طوال الشهر القادم! وكانت بلجيكا، التي يعمرها نحو 11.5 مليون نسمة، سجلت نحو 6 آلاف حالة جديدة يومياً خلال الأسبوع الماضي. وقال رئيس وزرائها الإكسندر دي كرو إن مستشفيات البلاد أضحت تتعرض لضغوط غير محتملة، جراء التفشي الوبائي. وأضاف أن عدد المصابين سيتزايد هذا الأسبوع والأسبوع التالي. وزاد: خلال الأيام القادمة ستكون الأخبار سيئة. وحذرت منظمة الصحة العالمية أمس الأول من أن الطاقة الاستيعابية لوحدات العناية المكثفة في مستشفيات أوروبا سيتم استنفادها خلال الأسابيع القادمة. وقررت جمهورية التشيك إغلاق المدارس، وبناء مستشفى ميداني لاستقبال الحالات المتزايدة. وأعلنت بولندا إغلاق المدارس، وأندية اللياقة البدنية، وتحديد عدد ساعات عمل المطاعم. أما فرنسا، فنفذت منعاً للتجول في باريس يبدأ من التاسعة مساء حتى الخامسة صباحاً. وقررت الحكومة الفرنسية الزج ب12 ألف شرطي إضافي لتنفيذ المنع الذي بدأ فعلياً أمس السبت. وفي شمال إنجلترا، عمدت حكومة بوريس جونسون الى إغلاق المطاعم، والمقاهي. كما قررت تقييد عدد الأشخاص المسموح لهم بالتلاقي خارج المنازل وداخلها. وتواجه إيطالياً وضعاً قاتماً، خصوصاً في المناطق التي سلمت نسبياً من تفشي الفايروس خلال الربيع الماضي. وقال مدير قسم الأمراض المُعدية بمستشفى لويجي ساكو في روما ماسيمو غاللي إن تسارع التفشي الراهن ليس سببه التوسع في الفحوص، كما يزعم مسؤولون صحيون. وزاد أن ذلك تأكيد حقيقي للحقيقة المتمثلة في عودة الفايروس إلى الهجوم على إيطاليا. وعادت رئيسة وزراء فنلندا سنّا مارين- وهي أصغر رئيسة وزراء في العالم، إذ لا يتعدى عمرها 34 عاماً- إلى عاصمة بلادها من بروكسل أمس الأول لتعزل نفسها، إثر استقبالها نائباً فنلندياً اتضح لاحقاً أنه مصاب بكوفيد-19. وكانت رئيسة الاتحاد الأوروبي أروسولا فون ديرلين عزلت نفسها منذ الأسبوع الماضي، بعد اختلاطها بمصاب. ولا يزال رئيس وزراء بولندا ماتيوز موراويكي في عزلة صحية لأسباب مماثلة.