لا تلوح في الأفق أية بادرة على أن وباء كوفيد-19 سيهدّئ تسارع نفشيه حول العالم. فبعد نحو 24 ساعة فحسب من بلوغ عدد المصابين عالمياً 38 مليوناً، قفز العدد إلى 38.76 مليون! وعلى رغم تردي الأرقام في البلدان التي تتصدر قائمة الدول الأشد تضرراً من فايروس كورونا الجديد؛ فإن تطورات الأزمة الصحية بالمملكة العربية السعودية جاءت أمس بأنباء سارة حقاً، فقد أحرزت السعودية تقدماً إضافياً بتراجعها (الأربعاء) إلى المرتبة ال20 عالمياً، إذ تقدمتها إندونيسيا لتحتل المرتبة ال19، والفلبين ال(18). وبالنظر إلى عدد الحالات الجديدة يومياً، فمن المتوقع أن تتراجع السعودية خلال اليومين القادمين إلى المرتبة ال21 عالمياً، لتخلي مرتبتها الراهنة لتركيا. وعلى رغم فداحة الأرقام، إلا أن الهند اعتبرت نفسها في تحسن صحي، بعدما سجلت الأربعاء 63.509 حالات جديدة خلال الساعات ال24 المنتهية صباح الأربعاء. وهو تراجع ملموس، بالنظر إلى أكثر من 72 ألف حالة يومياً طوال الأسبوع الماضي، و92 ألف حالة يومياً مطلع سبتمبر الماضي. وأنجزت الصين أمس فحص 4.2 مليون نسمة من سكان مدينة تشينغداو (شمالي البلاد)، في أعقاب اكتشاف 12 إصابة جديدة. وقالت بكين إن نتيجة الفحوص التي أجريت لمليوني مواطن هناك كانت سالبة. لكن بكين أعلنت أمس (الأربعاء) اكتشاف 27 حالة جديدة، 13 منها محلية، و14 لقادمين من خارج البلاد. غير أن الحرب بين الفايروس والإنسان كانت على أشدها أمس في القارة الأوروبية. وقالت منظمة الصحة العالمية أمس إن أكثر من 700 ألف إصابة جديدة تم تأكيدها في أوروبا خلال الأسبوع الماضي وحده، بقفزة تعادل 34% عن الأسبوع الذي سبقه. وحدث أكثر من نصف عدد تلك الحالات في بريطانيا، وإسبانيا، وفرنسا، وروسيا. واجتاحت القارة العجوز أمس حمّى العودة إلى الإغلاقات، والتشدد في تطبيق التدابير الاحترازية. وفيما عزت المنظمة تزايد الإصابات إلى التوسع في الفحوص، قالت إن وفيات كوفيد-19 في أوروبا ارتفعت الأسبوع الماضي بنسبة 16%. وحذر الأطباء في بلدان القارة من أن التفشي الراهن يستهدف بشكل رئيسي الشبان. لكنهم قالوا إنهم لا يستبعدون أن تستهدف الهجمة الفايروسية المسنين، ما قد يؤدي إلى مزيد من الوفيات. وقررت فرنساوإيطاليا أمس حظر الحفلات. وفرضتا قيوداً على عدد الأشخاص الذين يمكنهم ارتياد المطاعم. وأعلنت هولندا أمس إغلاق جميع المطاعم والحانات؛ ومنعت بيع المشروبات الكحولية بعد الثامنة مساء. وقررت جمهورية التشيك أمس إغلاق جميع المدارس حتى 2 نوفمبر. وأمرت لاتفيا الطلاب باللجوء للتعلم عن بُعد لمدة أسبوع على الأقل. وبدا أن جميع الحكومات الأوروبية حريصة على تفادي الإغلاق الكامل، خشية إلحاق ضرر جديد بالاقتصاد، الذي يئن أصلاً تحت وطأة الإغلاق السابق خلال الربيع الماضي. وقالت منظمة الصحة العالمية إن الإغلاق يجب أن يكون الخيار الأخير. وعمدت فرنسا إلى إغلاق الحانات والمقاهي والمطاعم في باريس ومارسيليا و7 مدن أخرى. وحظرت الحفلات العامة. ونصح رئيس وزراء بولندا ماتيوز موراويكي شعبه أمس بالحفاظ على التباعد الجسدي، وارتداء قناع الوجه. وقال إنه قرر عزل نفسه لمدة 14 يوماً بعدما خالط مصاباً. ومن المقرر أن تجري المستشارة الألمانية مشاورات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن أفضل السبل لاحتواء الأزمة الصحية المتفاقمة. واستضافت ميركل أمس رؤساء حكومات الولايات الألمانية للبحث في كيفية تفادي الإغلاق ما أمكن. وكانت ألمانيا سجلت الثلاثاء 6.541 إصابة جديدة بكوفيد-19، فيما أعلنت فرنسا 17.387 حالة جديدة الثلاثاء. وقال مسؤولون في مقاطعة كتالونيا الإسبانية إنهم يدرسون إغلاق المقاهي والحانات، بحسب صحيفة فانغارديا التي تصدر في برشلونة. وقررت اليونان أمس الأول اعتبار الكمامة ملزمة في المكاتب والأماكن العامة. وشهدت معظم أقطار أوروبا الشرقية تشديداً مماثلاً في التدابير الوقائية، جراء التفشي الفايروسي المستارع بشكل جنوني. 21 تريليوناً كلفة كوفيد.. عالمياً ذكرت كبيرة الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي غيتا غوبيناث أمس إن التكلفة النهائية لوباء كوفيد-19 قد تصل الى 21 تريليون دولار. وحذرت من أن الوباء سيتسبب في ضرر دائم لمستويات المعيشة في جميع أرجاء المعمورة. وقالت غوبيناث إن الانتعاش سيستغرق «طويلاً»، وسيكون غير مستوٍ، وغير مؤكد. وأعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الليل قبل الماضي عن شعورها بقلق شديد من تسارع الوباء الراهن. ولم تستبعد احتمال لجوء بلادها الى الإغلاق مرة ثانية. وقال رئيس الوزراء الإيطالي غويسيبي كونتي أمس إنه قرر منع لقاء أكثر من 6 أشخاص، ومنع أية حفلات داخل المنازل. وزاد أن الهدف هو منع البلاد من العودة للإغلاق. وكانت إيطاليا أعلنت أمس 5900 إصابة جديدة، و41 وفاة. وانضمت إيطاليا إلى إسبانيا، وتركيا، والهند في فرض إلزامية ارتداء الكمامة في الأماكن العامة والطرقات.