للمرة الثانية على التوالي تحدد الرئاسة اللبنانية موعداً للاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الوزراء المكلّف دون أي اتفاق أو توافق كما درجت العادة بالنسبة للحكومة الجديدة، ما دفع الجميع إلى البحث عن الأسباب وراء ذلك.موعد الاستشارات الذي حدد في 15 أكتوبر في قصر بعبدا تلقفه الشارع على أنه محاولة للتعتيم على الذكرى الأولى لثورة 17 أكتوبر، ووأد الغضب الذي قد يكون أكثر إيلاماً للسلطة من أي وقت سابق. فيما كانت المفاجأة سيدة الموقف لدى الأوساط السياسية خصوصاً أن أحداً ليس لديه أي تصور لهوية المرشح، فيما تهيبت أطراف أخرى من الدخول في التجارب الفاشلة نفسها وما ترتب عنها بتكليف حسان دياب ومصطفى أديب. فمن سيكون رئيس الوزراء المكلف؟ مصادر بيت الوسط نفت أن يكون سعد الحريري هو المرشح في ظل المواقف العربية والأمريكية المتشددة تجاه «حزب الله» ومشاركته في أي حكومة. وأضافت أن الحريري قد يسمي (الخميس) في أول إطلالة تلفزيونية له منذ استقالته اسم مرشحه لرئاسة الحكومة مظللاً بالميثاقية السنية. أما مصادر رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي فتنتظر أن تتلقف الأطراف مبادرته التي طرحها بعد اعتذار أديب بتشكيل حكومة عشرينية تكنوسياسية (رئيس و5 وزراء سياسيين و14 وزيرا اختصاصيين)، التي تعتبر وفقاً له المبادرة الوحيدة على طاولة البحث أو القابلة للتطبيق كونها تتناغم مع المبادرة الفرنسية. والسؤال الثاني الذي يطرح نفسه: لماذا تم تحريك الملف الحكومي بعدما أعلن الجميع إطفاء محركاته؟ وهل هي عملية قطع طريق على إمكانية تعويم حكومة دياب خصوصاً أنها سقطت بفعل تصفية حسابات داخلية؟ وهل هي مخاوف حقيقية مع عودة الحديث عن عقوبات أمريكية ستكون موجعة على حلفاء حزب الله رغم تنازلاته في ملف ترسيم الحدود مع إسرائيل؟ أم هي مخاوف في مواجهة المرحلة القادمة داخلياً وخارجياً في حال قرر مصرف لبنان رفع الدعم عن السلع الأساسية، الأمر الذي يتطلب وجود حكومة لمعالجة هذا الأمر أو الإبقاء على الدعم، ومواجهة تداعياته الكارثية خصوصاً أن ذكرى الثورة الشعبية قد تجدد حالة الغضب وتشعل النار الكامنة تحت الرماد؟ مصادر سياسية ترى أن هذه الخطوة لا تصب في خانة الحرص على المبادرة الفرنسية التي أمهلت السلطة فرصة أخرى حددتها ب6 أسابيع إضافية، مضى منها أسبوع وبضعة أيام كانت السلطة خلالها رافضة فتح قنوات التشاور في ما بينها، وكانت أغلب مصادر السلطة وتحديداً حزب الله تعتبر أن الوقت ما زال سانحاً خصوصاً أنه وخلفه إيران ينتظرون نتائج الانتخابات الأمريكية .