في يوم من أيام المجد التي لن ينساها التاريخ من عام 1319 للهجرة خرج الشاب الفارس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود من الكويت قاصداً الرياض وعدته وعتاده أربعون ذلولاً، ورجال لا يتعدى عددهم الستين. استعداد مادي بسيط، ولكنها عزيمة رجال صادقين يتقدمهم قائد مؤمن شجاع متوكلين على الله سبحانه وتعالى. وفي الخامس من شوال 1319 للهجرة دخل عبدالعزيز الرياض وتم الإعلان «أن الملك لله ثم لعبدالعزيز»، ولاقى ذلك صدىً طيباً لدى كافة أهل الرياض، وكانت رحلة التوحيد شاقة وعسيرة نظراً للظروف التي كانت سائدة في المنطقة من تناحر وتجاذبات وتدخلات وأطماع أجنبية، وكان القائد على مستوى الأحداث التي توالت على مدى ثلاثين عاماً على النحو التالي: الرياض 5 شوال 1319 ه / 15 يناير 1902، وجنوب نجد /سدير/ الوشم 1320ه /1902، والقصيم 1322ه/1904، والأحساء 1331ه/1913، وحائل / عسير 1340ه/1921، ومنطقة الحجاز مابين 1343ه -1345ه/1924-1925، واكتمال توحيد منطقة جازان 1349ه/1930، وتم صدور المرسوم الملكي بالإعلان عن توحيد البلاد وتسميتها باسم المملكة العربية السعودية في 17 جماد الأولى 1351ه/23 سبتمبر 1932. يذكر أن الملك عبدالعزيز دخل مكة في شهر جمادى الآخرة 1343 للهجرة 1924 بلباس الإحرام مكبراً وملبياً، ومنذ ذلك الحين والمملكة تشهد سلسلة من الإنجازات المذهلة والمستمرة إلى عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز -أطال الله في عمره.