يستحضر السعوديون، خلال هذه الأيام، رحلة الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود في توحيد المملكة، وكيف استطاع التغلب على العقبات التي واجهته. كما يستعيد المواطنون الأبعاد الإنسانية والسياسية والاستراتيجية في تجربة توحيد المملكة، التي قادها الملك عبد العزيز، ومن بعده أبناؤه الملوك، ما جعل المملكة ضمن مصاف الدول الكبرى. لم تكن رحلة الملك المؤسس في توحيد المملكة سهلة، ولا مريحة، ولم تكن وليدة الصدفة أو ضربًا من الحظ، بل خاض الكثير من المعارك من أجل لمّ شمل الأراضي السعودية تحت راية التوحيد. ويعود الاحتفال باليوم الوطني إلى تاريخ 17 جمادى الأولى 1351ه، وقتما صدر مرسوم ملكي بتوحيد الدولة تحت مسمى المملكة العربية السعودية، حيث اختار مؤسس الدولة، رحمه الله، يوم الخميس موافق 23 سبتمبر 1932م يومًا لإعلان قيام المملكة وتوحيدها، وهو ما اتفق على تسميته باليوم الوطني. أما أبرز المحطات في تاريخ توحيد المملكة، على يد الملك عبد العزيز- رحمه الله-، فكانت كالتالي: في الخامس من شهر شوال عام 1319ه الموافق للخامس عشر من شهر يناير (1902م)، تمكّن الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود، من استرداد الرياض والعودة بأسرته إليها، لكي يبدأ صفحة جديدة من صفحات التاريخ السعودي، ويُعد هذا الحدث التاريخي نقطة تحوّل كبيرة في تاريخ المنطقة، نظرًا لما أدّى إليه من قيام دولة سعودية حديثة تمكّنت من توحيد معظم أجزاء شبه الجزيرة العربية، وتحقيق إنجازات حضارية واسعة في شتى المجلات. ويُعد استرداد الرياض من أعظم الأحداث التاريخية التي ظهرت فيها علامات قوة الشخصية، وحسن القيادة لدى الملك عبد العزيز، والخبرة التي اكتسبها بنفسه. وبعد استرداد الرياض، واصل الملك عبد العزيز كفاحه مدة تزيد على ثلاثين عامًا، من أجل توحيد البلاد، وتمكّن من توحيد العديد من المناطق؛ من أهمها: – جنوب نجد وسدير والوشم 1320ه (1902م). – القصيم 1322ه (1904م). – الأحساء 1331ه (1913م). – عسير 1338ه (1919م). – حائل 1340ه (1921م). وتمّ للملك عبد العزيز ضمّ منطقة الحجاز في عامي 1343ه و1344ه (1925م)، وفي عام 1349ه (1930م) تم استكمال توحيد منطقة جازان. وفي السابع عشر من شهر جمادى الأولى عام 1351ه الموافق التاسع عشر من شهر سبتمبر عام 1932م، صدر أمر ملكي للإعلان عن توحيد البلاد، وتسميتها باسم “المملكة العربية السعودية”، اعتبارًا من الخميس 21 جمادى الأولى عام 1351ه الموافق 23 سبتمبر 1932م (الأول من الميزان). وتوّج هذا الإعلان جهود الملك عبد العزيز العظيمة الرامية إلى توحيد البلاد وتأسيس دولة راسخة، تقوم على تطبيق أحكام القرآن والسنة النبوية الشريفة، وتمّ تحديد يوم الأول من الميزان الموافق للثالث والعشرين من شهر سبتمبر ليصبح اليوم الوطني للمملكة، وبهذا الإعلان تمّ تأسيس المملكة العربية السعودية التي أصبحت دولة عظيمة في رسالتها وإنجازاتها ومكانتها الإقليمية والدولية.