كوفيد-19 ينهش الإنسانية بغير رحمة. فها هو تجاوز نصف المليون مصاب، بعد بلوغ عدد المصابين به في العالم 27 مليوناً. وتقترب وفياته من 900 ألف (897.231 وفاة حتى أمس). ومع أن عدد المتعافين منه عالمياً يدنو من 20 مليوناً (19.59 بحسب أرقام الثلاثاء)، إلا أن ذلك لم يغير في البؤس الذي أحدثه شيئاً؛ إذ بدأت أنظار العلماء تتجه لدرس التأثيرات الصحية في المتعافين على المدى الطويل. وبرز بوجه خاص الحديث عن دراسات تذهب إلى أن غالبية المتعافين يصابون بالإجهاد، والفتور المتزايد. وأضحى كوفيد-19 محور الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي دنا موعدها، مع مراهنة معسكر الرئيس الجمهوري دونالد ترمب على إتاحة اللقاح الواقي قبيل الاقتراع، بحيث تنقلب الطاولة على خصومه الديموقراطيين. وفيما ارتفع عدد الإصابات في الولاياتالمتحدة أمس إلى 6.5 مليون نسمة، يزحف عدد الوفيات الأمريكية بالوباء صوب حاجز ال200 ألف وفاة. واستمر البؤس في الهند، التي تربعت بجدارة على المرتبة الثانية عالمياً، مزيحة البرازيل بفارق كبير. فقد بلغ مجموع الحالات في الهند أمس 4.28 مليون، وارتفع معه عدد الوفيات إلى 72.843 وفاة؛ فيما بقيت البرازيل ثالثة بنحو 4.14 مليون إصابة. لكنها بقيت أيضاً الثانية عالمياً من حيث عددُ الوفيات ب127.001 وفاة طبقاً لأرقام الثلاثاء. وعلاوة على المخاطر الصحية التي تهدد دول أمريكا الوسطى والجنوبية، التي تحتل خمس منها مراتب عالمية متقدمة، لجهة عدد الإصابات، ولارتفاع عدد الوفيات، كما هي حال المكسيك؛ تخطت إيرانبريطانيا لتحتل المرتبة ال12 عالمياً، بأكثر من 388 ألف إصابة، وأكثر من 22 ألف وفاة. وتتنافس الجارتان اللدودتان بريطانياوفرنسا على المرتبتين ال13، التي تحتلها بريطانيا ب350.100 إصابة، و41.554 وفاة، وال14 التي تحتلها فرنسا ب328 ألف إصابة، و30.726 وفاة. وفي آسيا والشرق الأوسط تتزايد نذر الخطر في بنغلاديش، ال15 عالمياً، بنحو 327.359 إصابة، وباكستان التي تحتل المرتبة ال17 ب299.233 إصابة، وتركيا ال18 عالمياً ب281.509 إصابات. وحذرت السلطات الصحية الألمانية أمس، من أن الإصابات الجديدة بفايروس كورونا الجديد ارتفعت إلى أعلى مستوى لها منذ أبريل الماضي، واصفة وضع البلاد بأنه ينذر بالخطورة. فقد سجلت ألمانيا 1.898 حالة جديدة خلال الساعات ال24 المنتهية صباح الثلاثاء، ليصل العدد الإجمالي للمصابين هناك إلى 253.626 شخصاً. واستبعدت المستشارة أنجيلا ميركل مزيداً من تخفيف التدابير الاحترازية. ووجهت بالتشدد في تطبيق الاشتراطات الصحية، والحفاظ على مسافة التباعد الجسدي. وعلى رغم المظاهرات التي تندلع من وقت لآخر احتجاجاً على تدابير الإغلاق، إلا أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن غالبية الألمان يؤيدون سياسات ميركل الرامية لدحر جائحة كورونا. وفي بريطانيا، تتزايد الضغوط السياسية على حكومة رئيس الوزراء المحافظ بوريس جونسون، التي يتهمها خصومها بسوء إدارة أزمة فايروس كورونا الجديد. وعلى رغم الضجة الكبيرة التي أثارتها الحكومة عند إقدامها على إرغام الآباء والأمهات على إعادة أطفالهم إلى المدارس مطلع الشهر الجاري؛ فإن مئات التلاميذ والطلاب أرسلوا لعزل أنفسهم في بيوت ذويهم أمس، جراء اندلاع بؤر تفشٍّ في عدد من مدارس بريطانيا. واضطرت مدارس إلى إغلاق أبوابها كلياً.