هناك دائما خيط رفيع يفصل بين الحياة والموت، بين الأمل واليأس، كالذي تتبعه فرق الإنقاذ في بيروت بحثا عن ناجٍين من الانفجار المروع الذي ضرب مرفأ العاصمة اللبنانية، فما إن أشرقت شمس (الخميس) حتى ضجت وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي في لبنان بخبر لا يصدقه عقل، ارتفعت التساؤلات والتهليلات عبر تغريدات متفاجئة على تويتر «إنه حي إنه حي»، على الرغم من عدم وجود شيء مؤكد. فبعد توقف أعمال البحث عن أحياء تحت ركام أحياء المدينة التي دمرها الانفجار قبل نحو 31 يوما من «الكارثة»، مخلفاً 190 قتيلا وآلاف الجرحى، استأنفت فرق الإنقاذ اليوم البحث عن مفقودين محتملين تحت ركام مبنى مدمر، إثر رصد فريق تشيلي متخصص مؤشرات على وجود جثة على الأقل ورصد نبضات قلب، وفق ما أوضح محافظ بيروت مروان عبود. وعلى الرغم من مرور شهر على الانفجار الذي وقع في الرابع من أغسطس بمرفأ العاصمة اللبنانية، والاستحالة المنطقية في العثور على أحياء، انتشر النبأ بسرعة في لبنان المنكوب، وأحيا آمالاً تهدمت وانهارت مع انهيار «إهراءات القمح» في ذلك اليوم المشؤوم، يوم اهتزت المدينة على وقع انفجار أكثر من 2700 طن من نترات الأمونيوم تركت لسنوات في أحد عنابر المرفأ. فلربما انتشل أحد الأشخاص ال 7 الذين ما زالوا مفقودين من تحت الركام، وأحيا أمل عائلة تنتظر ولم تفقد الأمل بعد. وتفاعل اللبنانيون بتأثر شديد مع احتمال وجود أحياء. وكتب أحد المغردين «ثمة قلب ينبض، بيروت». ونشر رسم قلب. في حين جاء في تغريدة أخرى «أكثر من ستة ملايين نبضة تدعو في اللحظة ذاتها لنبض شخص واحد تحت الأنقاض». وفي السياق، قال محافظ بيروت خلال تفقّده أعمال البحث في شارع مار مخايل بالعاصمة للصحافيين إن فرقة إنقاذ وصلت حديثاً من تشيلي، واستدلّ أحد الكلاب المدرّبة لديها، على رائحة. وبعد معاينة الفريق للمبنى الذي انهارت طوابقه العليا، عبر جهاز مسح حراري متخصص، تبيّن، وفق عبود، أنّه «توجد على ما يبدو جثة أو جثتان، وربما يوجد أحياء»، مضيفاً أن الجهاز رصد «دقات قلب». وتابع «نأمل أن يخرج أحد على قيد الحياة». من جهته، قال الملازم أول ميشال المر من فوج إطفاء مدينة بيروت «نعمل الآن على رفع الردم لنصل إلى الشخصين بعمق مترين تقريباً»، موضحاً «نحاول قدر الإمكان معرفة ما إذا كان هناك أحياء». في حين أشار عامل إنقاذ لبناني يشارك في عمليات رفع الركام لقناة محلية، إن جهاز المسح التقط «19 نفَساً في الدقيقة الواحدة»، مشيرا إلى وجود احتمالات أخرى غير الحياة، إلا أنّه أكّد أن «الكلب مدرّب على اكتشاف رائحة الإنسان فقط».