لم يكن النظامان التركي والقطري مناصرين لقضايا الأمة الإسلامية، وظلا يتاجران بقضية فلسطين لأهداف سياسية. ودأب رئيس تنظيم الإخوان أردوغان مع نظام الحمدين على شق الصف العربي والإسلامي، وتكريس الفرقة، بتناغم وتنسيق مع النظام الإيراني، إذ أضحى ثالوث الشر نقمة على الأمة. ولا يمكن الوثوق بالنظامين التركي والقطري كونهما لا يرقبان في الصف العربي والإسلامي إلا ولا ذِمة، فهما خائنان للعهود والمواثيق، حريصان على نشر الفتنة، وبث روح الفرقة بين الشعوب العربية والإسلامية، خدمة لمخططاتهما التخريبية الإرهابية، والسيطرة على ثروات الأمة، وبث الفكر الظلامي، فضلا عن دعم وتلميع جماعة الإخوان الإرهابية، الذي تجسد نصا وروحا في نهب ثروات ليبيا، وحشد مرتزقة أردوغان من أجل ابتلاع ليبيا، ودعم التنظيمات الظلامية في المنطقة. ففي الوقت الذي تشهد المنطقة العربية والإسلامية أزمات تراكمية، يقوم وزيرا الدفاع؛ التركي خلوصي أكار، والقطري خالد العطية، بزيارة إلى طرابلس، لاستكمال ملف المؤامرة، واختطاف ليبيا بدعم مرتزقة أردوغان، واستخدام المال القطري في بث الفوضى والفكر المتطرف، وزعزعة استقرار المنطقة لحساب جماعات ومليشيات متطرفة. وبحسب مصادر مطلعة، فإن أردوغان طلب من تميم مضاعفة الأموال القطرية الداعمة للعملية الإرهابية في ليبيا، وتمويل الصراعات والحروب في شمال أفريقيا. ولم تعد أجندات هذين النظامين التخريبية التي عانت منها الأمة خافية على أحد، خصوصا متاجرتهما بالقضية الفلسطينية لتنفيذ أجنداتهما التخريبية، وانتهاجهما ثقافة الظاهرة الصوتية الاستعراضية، والظهور بمظهر المتبني الأوحد لقضية الشعب الفلسطيني، فضلا عن اتباع أساليب تهييجية وانفعالية وخطابات نارية، ومسرحيات هزلية، واللعب بمشاعر العرب والمسلمين، كلما كانت هناك مناسبة عن القضية الفلسطينية، إلا أنهما عمليا لم يقدما أي شيء للقضية أو رفع معاناة الشعب الفلسطيني. بل عمل النظام التركي عن طريق المال القطري، على تعميق هوة الانقسام في صفوف الفصائل الفلسطينية، وانتهاج أسلوب النظام الإيراني في تكريس المظلومية الزائفة، للاستهلاك، والمتاجرة، والتكسب السياسي العاطفي. وعندما يتوهم المتاجرون بالقضية الفلسطينية أنهم استطاعوا خداع الآخرين واستغلال العاطفة الشعبية تجاه موضوع فلسطين، فإنهم ينكشفون بسهولة. لقد ورط أردوغان نظام الحمدين في الأزمات بزعمه استعادة أمجاد أجداده في الخلافة العثمانية.. ومن جهته، اختار النظام القطري نظام أردوغان حليفا سياسيا وعسكريا، بدلا من معالجة أخطائه الإستراتيجية القائمة على تهديد استقرار المنطقة، والتخلي عن المواقف الداعمة للإرهاب والتطرف، خاصة تنظيم جماعة الإخوان المسلمين.