وسط شعبية متدينة واقتصاد منهار، وبعدما انفض من حوله الرفاق، لم يجد رئيس النظام التركي رجب أردوغان سوى حليف على شاكلته يعاني مقاطعة عربية وأزمات داخلية وفضائح خارجية، فسارع اليوم (الخميس) إلى الدوحة، ليعقد اللقاء رقم 26 خلال 5 سنوات مع الأمير القطري تميم بن حمد لعله يجد ضالته هناك. وتشير المعطيات إلى إنقاذ الليرة والاقتصاد التركي المتهاوي، تصدرت أجندة النقاش، وقد بحث أردوغان عن مساندة الدوحة من أموال الشعب القطري، لإنقاذه من ورطته وفشله في مواجهة تفشي وباء كورونا وما يعانيه الأتراك من تداعياته بعد ارتفاع نسبة البطالة والفقر. كما أنه من القضايا المؤرقة لهذا التحالف «الشيطاني» بين تميم وأردوغان، كيفية إنقاذ بقايا التنظيم الإخواني الإرهابي، وسط رفض شعبي لمؤامراتهما، والمخاطر التي يمثلانها على الأمن القومي العربي. ولم يستبعد مراقبون سياسيون، أن يكون لقاء الدوحة قد سعى إلى محاولة إيجاد حلول لدعم جماعة «الإخوان» ومليشياتها خصوصا في ليبيا، حيث تقوم أنقرة بعمليات تدريب ونقل المرتزقة، فيما تتولى الدوحة عمليات الدعم والتمويل، إنها جرائم تنظيم الحمدين مع رئيس تنظيم الإخوان العالمي أردوغان المستمرة لدعم الإرهاب ونشر الفوضى وبث الفرقة والفتن في المنطقة، وما هذه الزيارات المشبوهة إلا لتكريس الإرهاب والتخريب ليس في دول المنطقة وحسب بل وفي العالم أيضا، إذ تتوافق أنقرةوالدوحة بشكل متطابق حول دعم جماعة الإخوان في مختلف الدول العربية، تحت ذريعة واهية مثل الديموقراطية ودعم المعارضة. وهكذا هرول أردوغان إلى الدوحة المعزولة عربيا وخليجيا حيث يوفر الحماية ل «الحمدين» عبر قاعدة عسكرية تركية مقابل إنقاذه من غضبة الشعب التركي الذي يئن تحت وطأة القمع والاستبداد منذ 18 عاما، ورغم أن «الحمدين» قدم مبلغ 15 مليار دولار أخيرا، إلا أنه لم يشفع في إيقاف الاحتجاجات المتصاعدة ضد نظام أردوغان الديكتاتوري. وتأتي زيارة أردوغان إلى ما يطلق عليها المراقبون "البقرة الحلوب" تعد الأولى منذ تفشي الوباء الفتاك الذي أخفقت حكومته في مواجهته، وسط تطورات متسارعة في عدد من الملفات الإقليمية، وعلى رأسها الأزمة الليبية، إذ تتخذ الدوحةوأنقرة موقفا داعما للمليشيا التي تقاتل الجيش الوطني الليبي. وتتولى أنقرة تزويد وفاق طرابلس بالأسلحة والمرتزقة، فيما تسخر الدوحة ذراعها الإعلامية في محاولة مفضوحة لإضفاء الشرعية على التدخل العسكري التركي في ليبيا. ويعكس حجم اللقاءات بين الحمدين وأردوغان عمق المؤامرة التي ترتكبها الدوحة، إذ تواصل أنقرة تسخير الأداة القطرية لضمان موطئ قدم لها في الدول العربية سعيا إلى شق الصف الداخلي وتكريس الخلافات، فضلا عن مواصلة استنزاف ثروة الشعب القطري، الذي بدأ نظامه يتخلص من العمالة سواء عبر عمليات الفصل وتخفيض الرواتب أو بالقتل من خلال تفشي جائحة كورونا، وهو ما انتقدته أكثر من مرة منظمة الصحة العالمية ومنظمات حقوقية أخرى.