يوما بعد يوم، وأسبوعا بعد أسبوع، ومن حين إلى آخر وخاصة في هذه الفترة الساخنة، فترة تسريب تسجيلات تآمر الخونة مع القذافي في خيمته بليبيا، تثبت لنا الأيام مدى قوتها وسرعتها في كشف الحقائق وتمزيق الأقنعة التي لبستها وتبنتها جماعة الإخوان المتأسلمين في الخليج والوطن العربي. بدأت بحاكم المطيري الذي قال إن التسجيل مفبرك، وصولاً إلى مبارك الدويلة الذي تناقض مع أخيه ناصر في تسجيله وفعل ما فعله حاكم بالفبركة وغيرها، إلا أن مبارك حاول إيهام الناس في تغريدة ركيكة غرد بها في حسابه في «تويتر»، مبرراً ذلك بعلم صاحب السمو الشيخ صباح الذي طلب منه نقل الرسالة للملك سلمان، حفظه الله، عندما كان أميراً للرياض، ولم يصمد مبارك كثيراً بكذبه، إذ نشر مدير مكتب أمير الرياض سابقاً عضو مجلس الشورى عساف أبو اثنين تغريدات تكذب أقوال الدويلة، وبعدها نشرت وكالة الأنباء الكويتية بياناً صادراً عن الديوان الأميري الكويتي يقول عن تغريدته: «غير صحيح البتة ومحض تقول وافتراء على المقام السامي». بعدها حاول المنتمون للجماعة «المتأسلمة» في «تويتر» تبرير زياراتهم للقذافي، آملين ألا يُسرب لهم تسجيل كما سرب للآخرين، فيما استبق البعض أنه لم يقابل القذافي بتاتاً، في دلالة على نفاق هذه الجماعة الإرهابية وكذب أعضائها وسعيهم إلى نشر الإرهاب والخراب. انقلب السحر على الساحر، وفضح أمرهم، وكشف مستورهم، وبعثرت أوراقهم، وتحطمت آمالهم، وبقيت تسجيلات وتسريبات الزعيم الليبي القذافي وثبت لنا كذبهم وعداؤهم ونفاقهم، حتى شريكهم الأول والأقوى القذافي سجل اجتماعاتهم لتأمين نفسه، وعلمه بغدرهم، مستشهداً بقول رسول الله: (آية المنافق ثلاث: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان).