موقف عربي شجاع من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي من حيث الزمان والمكان الذي يشي بدلالات مهمة، حينما أعلن استعداد مصر للتدخل العسكري في ليبيا، لوقف محاولات التمدد العثماني الجديد، الذي لا يستهدف ليبيا ومصر وحدهما، بل يسعى إلى التوسع وفرض الهيمنة التركية على البلاد العربية. 20 يونيو 2020 سيكون علامة فارقة في المواجهة بين مشروع الدولة العربية الوطنية ذات السيادة، والمخططات الهادفة إلى نشر الفوضى والخراب، والواهمة بالخلافة الإخوانية المزعومة التي يدعمها رجل تركيا «المريض» أردوغان. تحدى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، باسم بلاده، وباسم الأمن القومي العربي، العبث التركي الإرهابي الممول من «نظام الحمدين» الداعم الأكبر لأنقرة في إثارة الفوضى الليبية، بحسب تأكيدات مجلس النواب الليبي، الذي دعا إلى تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك لدحر المؤامرة التركية ضد ليبيا وغيرها من البلدان العربية. ومن المؤكد أن الجيش المصري، الذي تمرس على الحروب منذ أربعينات القرن ال20، قادر على إيقاف المشروع التركي في ليبيا. ولا بد من التنويه بالإرادة الشعبية الليبية، على رغم الانقسامات، والرافضة للاحتلال العثماني الجديد، وبسط المشروع الإخواني - الأردوغاني. لقد شهد العالم بالتضحيات الكبيرة للشعب الليبي في دحر الاستعمار الإيطالي، وهي الإرادة والشكيمة والشجاعة نفسها التي سيدحر بها الليبيون المشروع العثماني - الإخواني البائس. وسيكون صدى الهزيمة الأردوغانية في تركيا مسموعاً في دويلة «الحمدين»، التي تستضيف قادة العمالة والخيانة من الإخوان، ومسانديهم من جماعات التطرف والإرهاب الذين تنفق عليهم الدوحة بسخاء من أموال الشعب القطري. المسألة ليست مسألة إمكانات كما يتصور الواهم أردوغان، وذيوله في الدوحة؛ بل إن نقطة الضعف الكبرى في مشروع الخلافة الأردوغانية - الإخوانية تتمثل في أنه يحمل بذرة فنائه في جوفه. فسيادة الدول العربية، وسيطرتها على مصير شعوبها عنصر مركزي في مشروع الأمن العربي الشامل، الذي هو أيضاً جزء لا يتجزأ من الأمن والسلم العالمي. ولذلك قوبل قرار الرئيس السيسي الشجاع بالتأييد والقبول القوي من المملكة العربية السعودية، مشددة على أن أمن مصر جزء لا يتجزأ من أمن المملكة والأمة العربية قاطبة، وأنها تقف إلى جانب مصر في حقها في الدفاع عن حدودها وشعبها من نزعات التطرف والمرتزقة والمليشيات الإرهابية وداعميها في المنطقة. وهو ما وجد التأييد أيضاً من الإمارات والبحرين والأردن، ولم يجد أي اعتراض على صعيد المواقف الدولية خصوصا من دولة فاعلة مثل الولاياتالمتحدة، لأن أردوغان - ببساطة - «بائع وهم»، وليس له من حلفاء إلا الأشرار الذين تجمعهم آيديولوجيا التمكين الإخواني، ونشر الفوضى بدعوى إحياء الخلافة المزعومة. الأكيد أن الجيش المصري ذا التجارب الحربية الكبيرة قادر على دحر العثمانية الجديدة، مثلما وضع حداً لأوهام «الإخوان» في السيطرة على مصر، كما أن العالم العربي لن يقبل بأن يُقاد من أنقرة أو طهران أو غيرهما، وستحطم سواعد أبنائه المخلصين كل مشاريع الغزاة الشيطانية. [email protected] jameelAlTheyabi@