ظنّ كثيرون أن نظام الملالي المارق هو وحده الذي يحتكر «تصدير الثورة»، أي تصدير القلاقل والمشاكل إلى خارج حدوده. غير أن الرئيس التركي رجب أردوغان يسعى جاهداً لمنافسة إيران على اللقب، لضرب أمن الدول العربية واستقرارها، التي يعتقد أنها ينبغي أن تعود الى ربقة السلطان العثماني، الذي يعرف تاريخياً ب «رجل أوروبا المريض». قواته تنشر الدمار والموت في شمال غربي سورية، وعلى التراب الليبي، وتتدخل في شمال العراق، وتقيم قاعدة عسكرية في قطر، ويعزز الإخواني بامتياز أردوغان قرصنته لحقوق الشعوب العربية في سياساتها واستقلالها، من خلال استضافة عناصر جماعة الإخوان، التي تتوسع في فتح مكاتبها في إسطنبول وأنقرة لمهاجمة البلدان العربية. بعضهم ينفذ مخطط «الجماعة» في مصر، وفريق منها متخصص في التآمر على استقرار حكومة التغيير في السودان، وفريق ثالث يعمل مع فروع «الإخوان» في المغرب العربي، خصوصاً تونس والمغرب. أما الفرق «الإخوانية» المكلفة بزعزعة أمن السعودية ودول الخليج فتمارس التخريب وحياكة المؤامرات من إسطنبول والعاصمة القطريةالدوحة، التي يحتل أردوغان جزءاً منها، تحت مسمى «القاعدة العسكرية التركية». وهناك مجموعات إخوانية أردوغانية مستأجرة، موكول إليها بث الفتن والأحقاد ونشر الإرهاب، من خلال قنوات فضائية تبث سمومها من إسطنبول، ومنها القناة التي أنشأها للخائنة توكل كرمان، لممارسة الردح ضد بلادها اليمن ودول الخليج. وقد يستغرب كثيرون كيف لا تندلع خلافات بين هذه الأنظمة والجماعات الشريرة؟ الحقيقة، أن خلافاتها أكثر من أن تحصى، حتى وإن ظهر هؤلاء اللصوص بمظهر المجمعين على أيديولوجية المزيج «الأردوغاني-الإخواني». وهو مزيج تتعدى خطورته شذاذ الآفاق من عناصر الإخوان، لتشمل التعاون الموثق بين السلطان العثماني الجديد وتنظيم «داعش»، وإيران بأذرعها التخريبية وعصابات الإخوان وتنظيم «الحمدين»، بهدف الهيمنة على البلاد العربية لسرقة مقدراتها ومكتسباتها وانتهاك سيادتها. الأكيد أن سياسات أردوغان فاشلة ومكشوفة، من الاتجار بالدين إلى الاستعانة بالمجرمين، حتى جعلته «معدوم الضمير»، وسيأتي يوم يواجه فيه ساعة حساب، بحسب المعارضة التركية. [email protected] jameelAlTheyabi@