لا يزال البحث عن لقاح يكون أجساماً مضادة لفايروس كورونا الجديد في جسم الإنسان يمثل شاغلاً كبيراً، ليس للعلماء وحدهم، بل للعامة الذين تهمهم النجاة من هذا الفايروس القاتل. وكالعادة، فإن الصين تسعى إلى تصدر المشهد العلمي في هذا الجانب، لتحصل على لقب أول صانع للقاح الذي تنتظره الإنسانية في أرجاء الكوكب. وقال رئيس لجنة مكافحة مرض كوفيد-19 في الصين الدكتور وزنغ نانشان أمس الأول إن اللقاح الذي تقوم بلاده بتصنيعه سيكون في متناول الإنسانية مع حلول خريف 2020. وأضاف نانشان أن فايروس كورونا الجديد تنبغي محاربته بالتطعيم على أوسع نطاق، وليس من خلال ما يسمى «مناعة القطيع». وزاد أن مناعة القطيع، التي تبنتها حكومة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بُعيد اندلاع جائحة كوفيد-19، ستودي بحياة عدد كبير من السكان، ولن تكافح الوباء. وأوضح المسؤول الصيني أن مناعة القطيع تتطلب إصابة ما بين 60% و70% من السكان بالمرض. وإذا حدث ذلك، فإن 7% من السكان سيموتون بالمرض نفسه. وأشار إلى أن اللقاح الجاري تصنيعه في الصين سيكون متاحاً بحلول الخريف، بموجب قواعد «الاستخدام الطارئ». وقال ناشان، وهو خبير في فايروسات كورونا، إن اللقاح سيكون متوافراً في الخريف، أو في بداية شتاء هذا العام. وتطابق تصريحات ناشان (83 عاماً) ما ذهب اليه مدير مركز الحد من الأمراض الصيني الدكتور غاو فو، نهاية أبريل الماضي، حين أعلن أن اللقاح الصيني سيكون متوافراً بحلول سبتمبر 2020. وفي سياق ذي صلة؛ قال علماء بجامعة تولين إنهم يدرسون ما إذا كان استخدام مصل الحصبة ذا فائدة للمصابين بفايروس كورونا الجديد. وأوضحوا أنهم لاحظوا أن المصابين بمرض كوفيد-19 يعانون مستويات كبيرة من تسمم الدم، وهو رد فعل مفرط من جهاز المناعة إزاء الهجمة الفايروسية على الجسم. وأضافوا أنهم أجروا تجارب مخبرية على تسمم الدم لدى فئران تم حقنها بلقاح الحصبة. وقالوا إنهم يأملون أن يؤدي استخدام لقاح الحصبة إلى مكافحة ذلك الالتهاب غير العادي الناجم عن جهاز المناعة. وزادوا أنهم يأملون بأن تكون اللقاحات المتاحة لاتقاء شر فايروسات أخرى، كالحصبة والسل الرئوي، قد تكون قادرة على مكافحة فايروس كورونا الجديد. ويأتي لقاح الحصبة ضمن ما يسمى «اللقاح الثلاثي» (MMR). وتقوم فكرته على حقن الجسم بنسخة ضعيفة جداً من الفايروس أو الفايروسات حتى يتعلم نظام المناعة كيفية إنتاج أجسام مضادة تطفي لمكافحة الفايروس، أو الفايروسات. وفي شأن يتعلق بالأمصال؛ حقق العلماء مطلع الأسبوع الحالي اختراقاً علمياً كبيراً، سيسفر عن القضاء على فساد المصل إذا لم يتم حفظه مبرّداً. ووقال علماء جامعتي باث ونيوكاسل في بريطانيا إنهم طوروا آلية تسمح ببقاء المصل صالحاً للاستخدام لمدة ثلاث سنوات إذا تم حفظه في درجة حرارة الغرفة، دون أن يفقد فعاليته. لكنهم قالوا إن هذه الآلية التي تم تطويرها في المختبر بنجاح ستكون متاحة في غضون 10-15 عاماً. وأوضحوا أنهم ظلوا يجرون أبحاثاً في هذا الأمر منذ سنوات عدة.