عزز علماء صينيون الاعتقاد المتنامي عالمياً بأن فايروس كورونا الجديد لا يمكن استئصاله، وأنه سيعود في موجات متتالية مثل الإنفلونزا. وقالوا في مؤتمر صحفي في بكين (الإثنين) إن فايروس كورونا الجديد لن يختفي مثل سابقه «سارس» الذي تلاشى منذ 17 عاماً. وأضافوا أن مشكلة الفايروس الجديد هي أنه يمرر عدواه إلى أناس لا تظهر عليهم أي أعراض Asymptomatic. وأشاروا إلى أن الصين تكتشف كل يوم عشرات الحالات من هذا النوع، في حين أن فايروس «سارس» انتهى بعزل المصابين به عن الآخرين. وقال مدير الأكاديمية الصينية للعلوم الطبية جين كي إن كورونا الجديد سيكون وباء موسمياً، وسيبقى وسط البشر زمناً طويلاً. وأضحت تلك قناعة متنامية بين العلماء والحكومات حول العالم. ودعا ذلك علماء في الهند إلى السماح للفايروس بإصابة أكبر عدد ممكن من السكان لتحقيق ما يسمى «مناعة القطيع». وقال العلماء الصينيون (الإثنين) إنهم لم يعثروا على دليل علمي يثبت أن الفايروس الحالي يمكن أن يتلاشى مع حرارة الصيف. وأضافوا أن الفايروس لا يتحمل الحرارة إلا حين تصل إلى 56 درجة مئوية، ولمدة 30 دقيقة. وأوضحوا أن الطقس يستحيل أن يبلغ تلك الدرجة من الحرارة في أي مكان في العالم. وفي اكتشاف جديد من العلماء الصينيين في ووهان، حيث انطلق الفايروس في ديسمبر 2019، قالوا أيضاً إنه يبدو أن فايروس كورونا الجديد يبقى معلقاً في الجو في الأماكن المزدحمة، والغرف التي تفتقر إلى التهوية. وأوضحوا، في دراسة نشرتها مجلة «نيتشر ريسيرش» (الإثنين)، أن أبحاثاً أجروها في مستشفيين بمدينة ووهان اكتشفت بقاء المادة الجينية للفايروس في هواء مراحيض المستشفيين، والعنابر التي تتسع لعدد كبير من المرضى، والغرف التي يخلع فيها الكادر الصحي ملابسهم الواقية. وفي لندن، أبلغ أستاذ المناعة بجامعة إمبيريال كوليج في لندن البروفسور داني ألتمان نواب البرلمان أمس الأول (الاثنين) أن العلماء لا يعرفون شيئاً عما إذا كان المصابون المتعافون ستكون لهم مناعة من معاودة الإصابة. وأضاف أنه يشعر بقلق شديد من الدعوات المتزايدة لرفع إجراءات الإغلاق المفروضة حالياً. وأشار إلى أن العلماء يريدون معرفة حقيقة «حصانة المتعافين» التي يجهلونها تماماً. وعلى صعيد مساعي العثور على لقاح يصد فايروس كورونا الجديد، قال علماء جامعة أكسفورد أمس (الثلاثاء) إن لقاحاً يقومون باختباره حالياً أثبت جدواه في تحصين القرود المخبرية من الفايروس. وأضافوا أنهم يأملون بتوسعة تجاربهم السريرية الراهنة لتشمل 6 آلاف شخص بحلول نهاية مايو القادم، لضمان فعالية اللقاح ومأمونيته عند استخدامه على البشر. وأوضحوا أنهم حصلوا على ضوء أخضر لتصنيع ملايين الجرعات من المصل الجديد لتكون متاحة للاستخدام في سبتمبر القادم. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس أن علماء المعهد القومي الأمريكي للصحة في ولاية مونتانا أخضعوا لقاح أكسفورد لتجارب على ستة من القرود بجرعة لكل منها. وتم تعريض تلك القرود لكميات كبيرة من فايروس كورونا الجديد، فلم تظهر علي أي منها أعراض مرض كورونا خلال الأيام ال 28 التالية بحسب الباحث المشرف على التجربة فنسنت منستر. وأوضح منستر أن قرود المكاك التي خضعت للتجربة هي أقرب القرود شبهاً بالإنسان. وأخيراً، في جامعة ويست فيرجينيا الأمريكية، قال العلماء إنهم يدرسون نتائج إخضاع 32 مريضاً بكورونا تم إخضاعهم لجهاز ECMO، الذي يسحب الدم من جسم المريض ويشبّعه بالأكسجين ثم يعيده لجسم المصاب. وبقي أكثر من ثلثي عدد أولئك المرضى على قيد الحياة بفضل هذا الجهاز، بعدما فشلت أساليب العلاج التقليدية في إبقاء المرضى الآخرين على قيد الحياة.