لفترة سابقة، جاوزت السنوات الخمس، تراجعت منصات الإعلام الحكومية الرسمية لدى الجماهير وتقدمت منصات المشاهير لتغطية الأحداث ونقل الأخبار غير الموثوقة وتهافت الناس نحوهم حتى أصبحت هي المصدر والحضور الإعلامي الأول والأخير.. وبقيت أكثر منصاتهم ذات محتوى غير هادف ويبث الشائعات والمعلومات المغلوطة، والعجيب أن بعضهم صار قدوة غير سوية، ومصدرا قيميا لدى أبنائنا وبناتنا يلقون عليهم أساليب تربوية غير صحية وكأنهم أصحاب تخصص تربوي! والبعض منهم دعاة وأطباء يشخصون الأمراض وينصحون بالأدوية التي قد تؤدي إلى الموت وكل ذلك بدعاية يقابلها المال! ولكن الحال تبدل في ظل جائحة كورونا وعادت المنصات الإعلامية الحكومية الرسمية إلى مواقع صدارتها وتراجعت المنصات غير الرسمية والمشاهير والأسماء المستعارة التي تتوقع بأن في يدها الحقيقة المطلقة وأنها وحدها من تملك المعلومة وتقودها! ونحمد الله على عودة منصاتنا الرسمية التي أسقطت كل غثاء زعماء الوهم.. وليس هذا موضوعي الآن إنما المهم في هذه المرحلة استمرارية المنصات الرسمية في السيطرة على الجماهير من خلال بث المعلومات بمصداقية وبشفافية عالية ومواكبة الحدث والسرعة في بث المعلومات والتغطيات حتى لا يدعوا فرصة للحسابات المغرضة والوهمية من اختطاف الجماهير بالكذب والزيف.. كما عليها التوسع في قنوات اتصالها والتواحد والانتشار عبر كافة منصات مواقع التواصل الاجتماعي.. كما عليها أن تقوم بأدوارها التوعوية المجتمعية والحضور الدائم في ذلك؛ ففي ظل غيابها استطاع زعماء الوهم أن يوهموا الناس بمعرفتهم المطلقة حتى أوجدوا لهم علاجا لأعقد الأمراض النفسية والتربوية! باختصار أزمة كورونا أعادت المنصات الحكومية والإعلام الرسمي للدولة من القنوات والصحف ومنصات المؤسسات الحكومية إلى الواجهة من جديد، وأتوقع بعد الأزمة سيتقلص دور المشاهير وينحسر دور المجتهدين وممن يدعون انتسابهم للإعلام؛ شريطة استمرار هذه القنوات في السيطرة على الجماهير والأحداث والتغطيات. * كاتبة سعودية monaotib@ [email protected]