منذ انطلاقة رنة جرس الخطر الأولى لفيروس كورونا والسعودية تسبق العالم وتعمل جاهدة على حراسة حياة الإنسان وتأهبت كافة قطاعاتها الحكومية ومؤسساستها وأفرادها المسؤولين على رفع مستوى الوعي بضرورة أخذ الحيطة والاحترازات والوقاية من الفيروس، ومع كل رمشة عين نجد رسالة توعوية تؤكد علينا ضرورة البقاء في المنزل للحد من انتشار المرض، حتى بدأت أشك بأن وزارة الصحة ووزارة التعليم والأمن العام وبقية القطاعات الحكومية يسكنون تحت وسادتي؛ لأن كل أحلام منامي صارت عن مسجاتهم التوعوية. بلادنا الحبيبة قدمت تضحيات تمس قوتها الاقتصادية وعطلت بعضا من أعمالها كشركات الطيران وغيرها وقدمت دعمها الاقتصادي المعنوي للأفراد والمؤسسات وغيرها من الأمور المؤثرة على اقتصادها لكي تحافظ على حياة مواطنيها ومقيميها ولأن حياة الإنسان بصفة عامة من أولوياتها وترى بأنها مسؤولة عن حراسة هذا الإنسان وعمل كل ما يمكن عمله من أجل بقائه على قيد الحياة، وبالرغم من ذلك ومن الكم الهائل والسقف العالي التوعوي الذي تقوم به حكومتنا لحمايتنا إلا أننا نجد البعض يستهين بهذا الدور ولا يتبع رسائل الحماية. وحينما صرحت وزارة الصحة بعدم التزام الأغلب بالحجر الصحي وأعلنت عن مهددات الخطر القادمة ما لم يتم الالتزام بالحجر الصحي؛ وجدت هذا الأمر حالة غريبة وعجيبة تستدعي فعلا الدراسة الاجتماعية أو النفسية للأفراد لدينا وقراءة المسببات! حيث تستنفر دولة كاملة لحمايته وهو يستهتر بذلك ويعرض نفسه للخطر! العجيب في الأمر كذلك أن الأغلب قبل الأزمة يدير احتياجات حياته من خلال تطبيقات جواله ولكن بعد الأزمة نجدهم يتعمدون الخروج! والأعجب البعض يتعذر عن الخروج مع أصدقائه وهو الآن وفي عمق الأزمة يتخلى عن مسؤوليته ويعد لأصدقائه وليمة استراحة! نحن في مرحلة مهمة ونمر بمنعطف خطير جدا كل مسؤوليته تقع على المواطن.. المواطن فقط؛ الدولة ومؤسساتها عملت كل واجباتها وأكثر بقي الدور علينا كمواطنين، فالصينيون يرددون بعد رفع الحظر انتصارهم على الأزمة ويعودون إلى الحياة ويمارسون أعمالهم؛ كل ذلك بسبب التزامهم الصحي بكافة الإرشادات. * كاتبة سعودية monaotib@ [email protected]