أثبتت العديد من الدراسات أن الشباب المتطوع أكثر إنتاجية من غيرهم، ويتمتعون بهمة عالية لتطوير الذات ومجتمعاتهم، وبينت الدراسات أن فرصة حصول المتطوع على الوظيفة أكثر من غيره، نتيجة احتكاكه بطبقات وفئات متعددة بالمجتمع. وهنا لن أحدثكم عن رضا المتطوع عن ذاته لما يقدمه لمجتمه ولا عن ثقته بنفسه التي تقوده نحو المهام التي يشرف على تنفيذها، ولا على الدافع الداخلي الذي يجعله يمضي نحو التطوع دون أن يشعر بالوقت والمجهود، وذلك يعود لما وجده من لذة في هذا العمل دون غيره. ومن هنا، وعلى سبيل المثال لا الحصر، عندما يتطوع أحدهم لعرض فكرة مبادرته على التجار والمؤسسات الداعمة تجعله يمارس ما يمتلكه من مهارات، إضافة لاكتساب وتطوير مهاراته في (العرض والإلقاء، تكوين العلاقات، الحوار والإقناع)، والاستفادة من ملاحظات الآخرين، لأنها سوف تساهم في تطوير ونجاح العمل المقدم. وبالنظر لعدد الساعات التي يقضيها الشاب على وسائل التواصل هدرا لوقته وانحسارا لطاقته التي هو بحاجتها ومجتمعه كذلك، فهذا الهدر لا يزعجنا! لكن عندما نتحدث عن التطوع وخدمة المجتمع دون مقابل مالي، يرد البعض بأن الهم الوحيد للمتطوع تصوير ما يؤديه من عمل! لا ننكر وجود فئات تحاول استغلال التطوع والمتطوعين وجهودهم لكن لا نعمم هذا أبداً، والحمد لله وجود التشريعات والأنظمة التي صدرت مؤخراً لتنظيم العمل التطوعي وتحفظ حقوق المتطوعين والجهات الداعمة لها دور كبير في التقليل من هذه الظاهرة، وزيادة أعداد المتطوعين بشكل مستمر، ولغة الأرقام المتصاعدة تتحدث بنفسها عن النجاح المكتسب منها. رسالتي لكل شاب وشابة ولكل رب أسرة: إلى متى وشبابنا لا يستثمر وقته في التطوع؟ علماً أن نفعه متعدٍّ وأثره باقٍ، يهذب النفس، يحسن السلوك، ويكسب الكثير من المهارات والعلاقات، وقد يمتد ذلك للتعرف على أصدقاء متطوعين تجعلهم يتبادلون الخبرات والأفكار بمنظور مختلف، ولكن بهدف واحد وهو «خدمة المجتمع»، وإيصال الفائدة والرسالة الهادفة.