تجربة شباب جدة في التطوع لمساعدة المحاصرين بكارثة سيول جدة، حظيت بتقدير عالمي، إذ أثبتوا أنهم جديرون بالإشادة العالمية، وأكد مسؤول شؤون المتطوعين والعلاقات العامة في أكاديمية دلة للعمل التطوعي إيهاب إبراهيم السفياني، أنهم أثبتوا قدرته الفائقة على التطوع في هذه الكارثة. وبين أن التطوع هو تقديم العون لشخص أو مجموعة أشخاص، يحتاجون إليه دون مقابل مادي أو معنوي، سواء كان تبرعا بالمال أو بالرأي أو بالعمل، مشيرا إلى أن التطوع في جدة تنقصه العديد من الأمور أهمها: عدم وجود جهة معينة أو دائرة تتكفل بالمتطوعين وتوجههم وتديرهم وتدافع عن حقوقهم، واقترح أن تكون الجهة هي وزارة الشؤون الاجتماعية، وتساءل: لماذا لا نكون تحت مظلتها؟. وأضاف أن من المطالب الهامة للمتطوعين هي توفير بيانات الداعمين ومعلوماتهم وأرقام التواصل معهم حتى يتمكنوا من التواصل معهم لتسهيل عملية التطوع والاستفادة من الوقت، كما أن المتطوعين يتطلعون لتمكينهم من الحصول على الفرص التطويرية، كالدورات التأهيلية بأسعار رمزية لتطوير مهاراتهم وتعريفهم بدورهم الأساسي وتثقيفهم في كيفية التعامل مع الآخرين وتحملهم. وبين أن هناك الكثير من الأشكال والممارسات التي ينطوي تحتها العمل التطوعي، من مشاركات تقليدية، إلى مساعدة الآخرين في أوقات الشدة وعند وقوع الكوارث الطبيعية والاجتماعية، دون أن يطلب ذلك وإنما يمارس كرد فعل طبيعي دون توقع نظير مادي لذلك العمل، بل النظير هو سعادة ورضى عند رفع المعاناة عن كاهل المصابين ولم شمل المنكوبين ودرء الجوع والأمراض عن الفقراء والمحتاجين. وأوضح أن التطوع يشعر الشاب أو الفتاة بالارتباط بالأسرة والمجتمع، ما يزيد من فرصة اندماج الفرد في المجتمع وتقوية علاقته بالآخرين، إضافة لشعوره أن هناك أفرادا في المجتمع بحاجة إلى مساعدتهم. من ناحيتها، أوضحت زهرة مولي (متطوعة) أن المجتمع بدون تطوع مجتمع بلا حضارة، ولكن التطوع في المملكة تنقصه بعض الإمكانيات حتى تساهم في تطوع ناجح كإتاحة الفرصة للمتطوعين للمشاركة العالمية وتسهيل أمورهم في المرافق العامة والحكومية نظرا لجهودهم وتخصيص وقتهم لمساعدة الآخرين. وأوضح محمد باحذلقي (متطوع) أن وجود ذوي الاحتياجات الخاصة مع المتطوعين مطلب مهم، حتى تصل الرسالة للناس أنهم قادرون على العطاء ومساعدة الآخرين، فالتطوع ليس محصورا على الأصحاء فقط. من جهته، قال خالد هاشم «ما أجمل أن تساعد غيرك وتقدم لمجتمعك الخير، إذ أن فعل شيء دون مقابل مادي ينجم عنه إحساس لا يوصف»، وأوضح أن الاحتفال بيوم التطوع من أجل المتطوعين إنصاف لهم واعتراف بدورهم الخير. وأكد هاشم أن تمكين المتطوعين من مواجهة الآخرين الأجانب وتعريفهم بالمملكة ودور شبابها الفاعل في التطوع مطلب مهم سعى له المتطوعون كثيرا، ويجب النظر له بعين الاعتبار، وقال «يلاحظ أن بعض مديري الدوائر الحكومية أو الأهلية يضيقون على المتطوعين فلا يسمحون لهم بممارسة التطوع لمساعدة الآخرين، ولا يتيحون لهم الفرصة للسفر للخارج لتعلم فنون التطوع وممارسته، ما يحتم وضع قوانين محددة للمتطوعين تمكنهم من ممارسة التطوع بشكل رسمي يتبع لجهة معينة وبدعم من شخصيات معروفة يمكن التوصل لهم في الوقت المناسب. وأكد فيصل باخشوان (متطوع) أن التطوع أمانة وعمل أخلاقي خالص، يجب أن يقابل من الآخرين بالاحترام والاعتراف بالمتطوعين وتمكينهم من ممارسة التطوع ومساعدتهم على تسهيل أمورهم ومشاركتهم في الفعاليات المهمة للتعريف بأنفسهم وهواتفهم وعناوينهم ليتمكن الجميع من التوصل إليهم وقت الحاجة.