كل ما يحدث هذه الأيام لم أتوقعه يوماً، وكنت أراه فقط ضرباً من خيال كُتَّاب سيناريو الأفلام.. حزينة لكل ما يحدث في العالم، وأتآكل حزناً جداً كلما سمعت عن موت طبيب مع هذه الأزمة.. لا أستطيع أن أسيطر على حزني، ولا أملك حولاً معه ولا قوة مع موت الأطباء في مشهد كورونا! وعقلي أصغر من أن يتحمل أخبار موت الأطباء مع كورونا هذه الأيام.. كيف يموت مَن بيده الشفاء بعد الله؟! شاهدتُ كثيراً مشاهد الجنود وهم يضحون بحياتهم من أجل بقاء أوطانهم وأبناء أوطانهم على قيد الحياة.. شاهدتُ أشخاصاً في مواقف إنسانية يقدمون حياتهم فداءً لأبنائهم وآبائهم وأمهاتهم وأقربائهم، كما مرّت بي مشاهد حالات إنسانية تخاطر بحياتها من أجل إنقاذ غريب من الموت فيقعون هم في الموت! لكن الأطباء ظلت صورتهم في مخيلتي يد الحياة، والمنقذ لنا من الموت بعد الله، هم أسرار البقاء والأمل الذي يحيط بنا حين نمرض.. هم الدواء والشهقة التي تخطفنا من فرصة الموت! الأطباء يستقبلوننا.. يطببون جراحنا دون أن يسألونا عن الجنس واللون والهوية والانتماء الفكري.. يقدمون لنا الدواء ليمنحوا لنا الحياة، فلا هدف لديهم معنا غير الحياة وصد الموت عنّا.. مستعدون لكل طارئة لإنقاذنا من الموت، فمهنة الطبيب سامية تضع الإنسان أولاً قبل أي شيء. ولكل هذا وحتى لا نحزن لموت أطبائنا ونحمي مَن يحمونا، فلنبقَ في منازلنا من أجل حياتهم.. لنأخذ دورهم ونمحنهم الحياة لمرّة واحدة. * كاتبة سعودية monaotib@ [email protected]