اتهم أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي، حكومة الوفاق الليبية بقيادة فايز السراج بأنها تحولت إلى رهينة لدى جماعة الإخوان التي باتت تهيمن على مفاصل الدولة والاقتصاد والمؤسسات الحيوية. وقال إن التنظيم الإرهابي هو من يدير الأوضاع، وما السراج إلا مجرد واجهة فقط، وأمام ذلك تقف تلك الحكومة عاجزة عن حل الأزمات التي تشهدها البلاد، موضحاً أن العاصمة طرابلس تعاني أزمات معيشية طاحنة، في ظل هيمنة المليشيات المسلحة عليها. ولفت فهمي ل«عكاظ» إلى أن الأزمة الليبية سوف تنتهي بمجرد تحرير طرابلس من المليشيات التي تتحكم فيها حالياً، وجميع القبائل الليبية أدركت ذلك، وأعلنوا بوضوح أن الأمر لن ينتهي إلا بتحرير المدن الليبية الواقعة تحت سيطرة المليشيات الإرهابية، وتطهير العاصمة من تلك المليشيات وتفكيكها كونها تعمل على عرقلة أي مساع لحل الأزمة التي تعيشها البلاد منذ سنوات. وأفاد بأن من أبرز تلك المليشيات التي تسيطر على الأوضاع في ليبيا هي «فجر ليبيا»، «داعش ليبيا» ومليشيا «غرفة عمليات الثوار» فضلا عن المرتزقة السوريين الذين زج بهم النظام التركي، وكلها عناصر تحصل على دعم مالي ولوجستي، إضافة إلى التدريب والتسليح من قبل الجيش التركي، لافتا إلى أن هذا الأمر لا يخفى على أحد في المجتمع الدولي الذي يعمل فقط على إدارة الأزمة الليبية وليس حلها. وشدد المحلل السياسي على ضرورة دعم المؤسسات الليبية، ورفع الحظر المفروض على تسليح الجيش الوطني. وحذر من أن رئيس النظام التركي رجب أردوغان يستخدم الإخوان سواء في تركيا أو ليبيا من أجل تحقيق أطماعه في استعادة الإمبراطورية العثمانية، كاشفا أن تركيا لديها شركات ضخمة تعمل في غرب ليبيا لاستنزاف الثروات كما فعل أسلافه العثمانيون، لكن الغريب بالنسبة للدكتور فهمي هو أنه مازال يواصل افتراءاته محاولا إقناع العالم بأن تدخله في ليبيا جاء لإنقاذها، فيما هو يسعى إلى تعويض خسائره في سورية بعد فشل العدوان العسكري فيها، إضافة إلى نقل المسلحين أعضاء تنظيم داعش والتنظيمات المسلحة التي تقاتل في إدلب السورية إلى ليبيا،من أجل تكوين تنظيم إرهابي جديد للاستمرار في ابتزاز الدول العربية.