أرجع محللون اقتصاديون ل«عكاظ» أسباب الهبوط الكبير لأسواق المال المحلية والخليجية والعالمية إلى انتشار فايروس كورونا في العديد من مناطق العالم، وعدم التوافق بين أعضاء (أوبك +) وروسيا بشأن خفض إنتاج النفط الأسبوع الماضي. وبينوا أن المضاربين، الذين استغلوا أنباء انتشار فايروس كورونا حول العالم لعبوا دورا أساسيا في التراجع الحاصل للأسهم، إذ استغلوا الظروف لتحقيق المزيد من الأرباح. مستويات غير متوقعة أوضح المحلل المالي ناصر القرعاوي، أن التطورات الحاصلة في السوق المالية خلال الأيام الماضية مرتبطة بالتطورات الصحية بشأن فايروس كورونا، وكذلك الإجراءات المتخذة لمحاصرته، إضافة لتراجع أسعار النفط لمستويات غير متوقعة، خصوصا مع انخفاضه إلى 37 دولارا للبرميل؛ الأمر الذي أثر على السوق المالية والأوضاع الاقتصادية عموما. وتوقع استمرار تراجع المؤشر العام للأسهم المحلية، مع تأثر كافة الأسواق الخليجية وأسواق العالم. وأشار إلى أن تفشي فايروس كورونا أثر على حركة الاقتصاد العالمي فيما يتعلق بالصادرات؛ الأمر الذي ينعكس على مؤشر الأسهم المحلية، الذي تعرض لمزيد من الخسائر قبل أن يرتد ويقلص الخسائر. استثمار طويل الأمد وبين عضو الجمعية السعودية للاقتصاد الدكتور عبد الله المغلوث، أن الوضع لن يستمر طويلا على هذا الحال، وأن انتهاء أزمة تضرر الأسواق العالمية جراء انتشار فايروس كورونا يتوقف على مدى قدرة الصين على التعامل مع المرض، في ظل التوقعات بأن الأمر لن يتجاوز الربع الثاني من العام الحالي. وطالب بالتأني والاستثمار الطويل لتعويض خسائر المستثمرين، وحذر من الشائعات التي تضرب السوق. ونوه قائلا: «التراجع في السوق المالية جاء نتيجة المخاوف من انتشار مرض كورونا، كما أن انخفاض أسعار النفط بنسبة تقترب من 30% أثر على الأسواق العالمية، سواء الأمريكية، والأوروبية، والخليجية، إضافة إلى تراجع الطلب العالمي على النفط بسبب انتشار كورونا، كما انخفضت عمليات النقل الجوي والبحري، ما أثر على الطلب على النفط، خصوصا مع عدم الاتفاق بين دول «أوبك+» وروسيا بشأن خفض الإنتاج بمعدل 1,5 مليون برميل». تداعيات وجني أرباح وقال المحلل المالي حسين الخاطر:«انخفاض سوق المال ناجم عن حالة القلق غير المبرر من فايروس كورونا، إذ إن طبيعة المضاربين في السوق المالية يعمدون لاستغلال هذه الظروف بهدف جني المزيد من الأرباح، كما أن التراجع الكبير في المؤشر العام ليس مبررا على الإطلاق، وما يجري في السوق المالية يعد لعبة مضاربين». وأرجع فقدان المؤشر العام لنحو 9% مع الجلسة الافتتاحية للأسبوع الماضي إلى «ارتباط ذلك بتداعيات فايروس كورونا، إذ انعكست المخاوف على رؤوس الأموال؛ ما أحدث حالة من القلق». وتوقع أن تستمر تداعيات مرض كورونا على الأسواق بنحو ما بين 2- 3 أشهر قادمة، خصوصا أن عملية عودة خطوط إنتاج النفط لوضعها الطبيعي تتطلب فترة زمنية. وأشار إلى أن المشكلة الحالية تتركز في سلسلة الإمدادات التي تعتمد بالدرجة الأولى على السوق الصينية. وأفاد أن استمرار الأزمة الصحية في الصين سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع على الكثير من الشركات العالمية وكذلك الوطنية. ونوه بقوله: «العديد من الشركات العالمية أعلنت أنها ستواجه صعوبات كبيرة في الإمداد؛ نظرا لوجود مصانعها في الصين، كما أن الأوضاع الحالية في الصين ستؤثر على المخزون الإستراتيجي لدى تلك الشركات؛ ما يقود لاستنزافه مع استمرار الأزمة؛ الأمر الذي يدفعها للبحث عن بدائل أخرى للتصنيع بتكلفة أعلى، بحيث ينعكس ذلك سلبا على المستهلك».