أكد اقتصاديون متخصصون ل«عكاظ» أن موافقة لجنة فنية تابعة لمنظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» على توصية بزيادة خفض إنتاج النفط بمقدار 600 ألف برميل يومياً، إجراء احترازي لمواجهة تراجع الطلب خلال الفترة القادمة، والحفاظ على مستويات الأسعار. وأشاروا إلى أن انتشار مرض كورونا في الصين يمثل أحد الأسباب وراء اتخاذ هذه الخطوة، خصوصا أن الصين تمثل سوقا رئيسية للطلب العالمي. وقال الكاتب الاقتصادي فضل البوعينين:«أوبك» تتعامل بحذر مع متغيرات الطلب للحد من الفائض في الأسواق، كما أن السعودية أكدت دائما تلبية طلب المشترين، وبالتالي يعتبر مؤشر الطلب المحدد لحجم إنتاج أوبك، لذلك أعتبر توصية اللجنة الفنية ل«أوبك +» بزيادة خفض إنتاج النفط بمقدار 600 ألف برميل عنصرا احترازيا؛ لمواجهة انخفاض الطلب على خلفية انتشار فايروس كورونا في الصين. ولفت إلى أن تفشي الوباء وخروجه عن السيطرة سيضر بالاقتصاد الصيني؛ ما يسهم في تقليص حجم الطلب على النفط، كما أن استمرار وباء كورونا في الانتشار بوتيرة أكبر ربما يضطر «أوبك»؛ لإجراء خفض أكبر لتحقيق التوازن ومنع تراكم الفائض وحماية الأسعار. وأوضح أستاذ المالية والاقتصاد بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور خالد بن علي أن وجود فائض كبير في السوق سيترك آثارا سيئة، كما أن التحرك لخفض الإنتاج بمقدار 600 ألف برميل يوميا يساهم في تماسك الأسعار. وتوقع الخبير الاقتصادي الدكتور تيسير الخنيزي، أن يشكل خفض الإنتاج بمقدار 600 ألف برميل تأثيرا على القيمة السوقية للذهب الأسود. وبين أن قرار خفض الإنتاج في حال تنفيذه لن يؤثر على مداخيل الدول المنتجة، خصوصا أن الموجة التصاعدية ستقوم بتعويض النقص في الإنتاج؛ ما يساعد على المحافظة على إجمالي الإيرادات. وشدد على ضرورة قيام الدول المنتجة من أوبك وخارجها بالتعرف على اتجاهات السوق بشكل دقيق، كما أن تشبع السوق يشكل أحد المحركات الأساسية وراء خفض الإنتاج.