فاقم فيروس كورونا من خسائر الاقتصاد العالمي على مختلف المحاور مع بداية الأسبوع الحالي في الأسواق العالمية، وشهد السوق السعودي تراجعات للجلسة الرابعة على التوالي بنسب تتراوح من 8٪ إلى 10٪ وذلك بسبب المخاوف من انتشار مرض الكورنا وانخفاض أسعار النفط بنسبة تقترب من 30٪، كما تأثرت الأسواق العالمية منها الأمريكية والأوروبية والخليجية، لانخفاض الطلب العالمي على النفط بسبب الأضرار التي ألحقها انتشار كورونا وهي تراجع الصناعة الصينية وانخفاض عمليات النقل الجوي والبحري مما أثر على الطلب على النفط. وازدادت حدة الهبوط خلال الأربعة الأيام الماضية، وازدادت حدة الأمور سوءا بسبب عدم الاتفاق بين دول أوبك وروسيا حول خفض الإنتاج ب 1.5 مليون برميل كما طلبت اوبك مما أدى إلى تدهور أسعار النفط، وانخفضت أسعار النفط العالمية بنسبة 30٪ لتصل لمستويات 35 دولار برميل للعقود الآجلة، وتسبب انتشار فيروس كرونا في أكثر من 29 دولة لاستمرار حالة الاضطراب التي تشهدها الأسواق العالمية، وسجلت رابع خسارة أسبوعية على التوالي مع تزايد مخاوف بشأن الأضرار الاقتصادية المحتملة لتفشي الفيروس، في الوقت الذي اتجه فيه المستثمرون لشراء الذهب بوصفه الملاذ الآمن. وشهد الذهب زيادة في الطلب العالمي مسجلا أفضل أداء شهري في أكثر من 180 يوما، وبهذه الزيادة سجل المعدن النفيس ارتفاع بلغ قرابة 4 % منذ مطلع يناير 2020م. وبالنظر لوضع البورصات نجد أن التراجعات طالت الأسهم الآسيوية، وعدد من بورصات الخليج العربي، جراء الفيروس، وإذا كان القلق الذي أصاب المستثمرين له تداعيات، فلا يمكن توقع ما تسفر عنه الوقائع والأحداث خاصة أن الصين أعلنت انتقال المرض إلى بكين العاصمة وهنا أعتقد أن الاقتصاد العالمي سيكون في تحد كبير، وكذلك حركة التنقل والسياحة والسفر، إضافة إلى حركة التجارة خاصة أن الصين لها نصيب الأسد منها، لكن الوضع لن يستمر طويلا على هذا الحال. إن انتهاء أزمة تضرر الأسواق العالمية جراء انتشار فيروس كورونا يتوقف على مدى قدرة الصين على التعامل مع المرض وفي اعتقادي أن الأمر لن يتجاوز الربع الثاني من هذا العام. *أستاذ المحاسبة بجامعة جدة