عزا اقتصاديون، انخفاض مؤشر سوق الأسهم، الذي بلغ 94٫67 نقطة، أمس إلى تداعيات اجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك»، في ظل المخاوف المسيطرة على السوق من انخفاض أسعار البترول، مع التوقعات بأن يصل سعر البرميل إلى ثلاثين دولارا، مؤكدين أن المضاربين يستغلون تلك الأخبار لتحقيق مكاسبهم في السوق، فيما أشار الكاتب الاقتصادي المعروف غسان بادكوك، إلى أن سوق الأسهم السعودية «تاسي» لا يزال يعيش تداعيات اجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك»، وعدم اتفاق أعضائها في الوصول إلى اتفاق لخفض إنتاج النفط، الذي من المتوقع أن يصل إلى سعر الثلاثين دولارا للبرميل، إذا ما أقدمت إيران والعراق على زيادة إنتاجهما النفطي. وقال: «هناك مخاوف حقيقية تجاه ما ستسفر عنه أسعار النفط خلال الفترة المقبلة، على اعتبار أن 90 في المئة من صادراتنا وإنتاجنا الوطني قائم على النفط ومشتقاته، وبما أن سوق الأسهم لم يشهد أي مؤثرات جديدة عدا تداعيات الاجتماع الأخير ل«أوبك»؛ لذا فما يجري في السوق هو ترجمه حقيقية لهذه المخاوف». وزاد: «هناك من يقول أن ما يشهده السوق ناتج عن سيطرة العمليات المضاربية، وهو أمر مخالف، باعتبار أن المضاربين جزء رئيس ومؤثر معتاد لحركة مؤشر السوق على الدوام، ولو رصدت حركة المؤشر مع حركة أسعار النفط لأصبحت العلاقة طردية بين أسعار النفط، ومؤشر سوق الأسهم المحلية». بخلاف ذلك يرى مدير أحد الصناديق الاستثمارية الخليجية طارق الحربي، أن ما شهده السوق أمس كان جني أرباح طبيعيا لبعض الأسهم التي شهدت ارتفاعات قياسية خلال الفترة الماضية، وتحديدا شركة الأبحاث والتسويق، التي سجلت رقما قياسيا جديدا في الارتفاع. وقال: «بالطبع أسعار النفط في الأسواق العالمية تؤثر على ما يجري في سوق الأسهم المحلي، لكن المضاربين يستغلون تلك الأخبار وغيرها في تحقيق مكاسبهم في السوق، فكم من مرة ارتفع فيها سعر النفط، وانخفض خلالها مؤشر سوق الأسهم والعكس صحيح». مضيفا: «لو رصدنا حركة سهم شركة الأبحاث والتسويق خلال الفترة الماضية لوجدنا أن ارتفاع السهم صاحبه انخفاضات متتالية لأسعار النفط، وأحاطته الكثير من التصريحات السالبة في الاقتصاد والسياسية من الدول المصدرة، فضلا عما صاحب اجتماع «أوبك» من توقعات متشائمة، ومع ذلك لم تتأثر حركة السهم صعودا، التي استمرت عدة أيام متواصلة». منوها بقوله: «لكن في جلسة الأمس تم بيع السهم، الذي سجل النسبة الأكبر من الانخفاض، بعد أن سجل رقما قياسيا في الارتفاع، ونجح المضاربون في الوصول بالسهم إلى سعر قياسي، وهكذا تنطبق تجربة سهم شركة الأبحاث والتسويق على باقي الأسهم المتداولة، والتاريخ يبرهن على ذلك». يأتي ذلك فيما سجلت السيولة المالية للسوق، أمس أكثر من 5335 مليون ريال، بعدد صفقات 199,898 صفقه، بينما ارتفعت أسهم 23 شركة، تصدرتها شركة متلايف ايه أي جي العربي، وانخفضت أسهم 140 شركة، تصدرتها شركة الأبحاث والتسويق.