لم أتفاجأ في بداية هذا الأسبوع، وأنا أدخل إلى مقر عملي صباحاً لأجد أن بصمة الأصابع قد أُلغيت وحلّت محلها بصمة الوجه. كما عُلقت مطهرات الأيدي في أروقة المكان احترازاً ضد فيروس كورونا، كل هذا كان تزامناً مع الاحتفاء بيوم المرأة العالمي الذي مر دون مصافحة الزميلات ومجاملتهن كما ينبغي! الخوف من انتشار الوباء، فالمرض، والموت، لا سمح الله، يجعل شعار المرحلة هو (ممنوع اللمس) ويتفرع منه ممنوع الاختلاط، ممنوع السفر، ممنوع المؤتمرات والاحتفالات، وكل تجمع ديني أو اقتصادي أو اجتماعي أو حتى سياسي. منذ أكثر من شهرين والفيروس القادم من الصين ينتقل من بلد إلى بلد كفراشة سوداء، إلى أن وصل إلى فضح القادم، وعرقلة المسافر لتصبح النجاة من الوباء أهم من كل شيء، فهي أهم من الشعائر، والاقتصاد والسياسة. الوباء لا يقابله الموت، ولا الحرب ولا حتى الكوارث الطبيعية.. أنه أكثر فسقاً في البشرية، فعله كفعل قطعة الديمنو الساقطة التي يتتالى خلفها آلاف القطع. لذا كان الخوف هو سيد المشهد الذي يتطلب شعارات تمنعك من اللمس سواء كان بشراً أو حجراً أو حتى ورقاً. بعض الدول اكتفى طلابها بنتائج الفصل الأول، وكبرى الجامعات في أمريكا أغلقت وأصبح الامتحان (من منازلهم). فهل تتوقف الصحف الورقية بدورها عن الصدور وتكتفي بالرقمي إلى أن ينحسر الوباء، لتكون عودتها القادمة إيذاناً بانحسار مد الوباء؟! * كاتبة سعودية [email protected]