بثقلكَ تشعرُ في كل بيتٍ تزورُ وفي كل مقهىً إليه تسيرُ أبًا فاشلًا في الحدائقِ معتذرًا عن بطولةِ قصةِ نومْ وطالبَ علمٍ مريضَ المزاجِ وهشّ اليقين ومنفعلًا كل يومْ ***بثقلكَ تشعرُ قبل المغيبِ وأنت تعيدُ إلى جيبك الكلماتِ التي لم تقلْ مطرقًا كجفون الغريبِ تعيدُ حسابَ المسافةِ بالكبرياءاتِ تسقطُ منكَ ومن آخرين معكْ يجيئون من آخر الحزنِ كي يمسحوا أدمعكْ *** بثقلكَ تشعرُ في حلقاتِ النقاشِ يدورُ الحديثُ المنمَّقُ حول الرؤى الفوضويَّةْ تدورُ على نفسها الأرضُ أنت يدورُ عليكَ الصداعُ يشل اتزانكَ من بين فكيكَ يُلقي بصوتكَ في جوف آنيةٍ خزفيَّةْ هناك توسوسُ باللحن والمفردات ظلامُ المسرّاتِ داجٍ وشمسُ البكاءاتِ حيَّةْ ***بثقلكَ تشعرُ في وجه من يتجهَّمكَ الآن هذا البعيدُ يحدِّق فيكَ وليس يراكَ كأنكما طاردٌ وطريدُ وبين يديكَ احتكاكٌ أخير وبين يديهِ الردى والبرودُ عليك سينقضُّ بعد قليل وليس سوى الشِّعر ركنٌ شديدُ