في الثلاثين من ديسمبرالماضي بعث دكتور وينليانغ رسالة إلى زملائه خلال دردشة جماعية على إحدى وسائل التواصل الصينية.. محذراً إياهم من تفشي فيروس ذي طبيعة مختلفة.. وناصحاً لهم بارتداء ألبسة واقية لتفادي العدوى، ولم يتم التعامل بجدية مع تحذيراته.. وما لم يكن يعلمه وينليانغ حينها هو أن المرض الذي كان يتحدث عنه هو فيروس كورونا.. وأنه سيكون السبب في وفاته لاحقاً. التأخر فى مواجهة الوباء ساعد على تفاقمها: وقد أظهر خطاب نُشر في صحيفة «بيبولز ديلي» التابعة للحزب الشيوعي الصيني أن الرئيس الصيني، شي جين بينغ كان على علم بتفشي فيروس كورونا قبل أسابيع.. من الإعلان عن الأمر رسمياً.. ففي خطاب ألقاه الرئيس الصيني في الرابع من فبراير، قال إنه «أصدر مطالب بالعمل لمنع وباء فيروس كورونا والسيطرة عليه في السابع من يناير الماضي، خلال اجتماع للقيادة العليا للحزب الشيوعي وعلى الرغم من أوامر شي، كان رد فعل المسؤولين في مدينة ووهان، عاصمة إقليم هوبي والتي كانت مركز التفشي بطيئاً.. لا سيما إقامة مأدبة جماعية ل40 ألف أسرة في 18 يناير الماضي في محاولة لدخول موسوعة غينيس العالمية.. وتأثير هكذا تجمع على انتشار الوباء. فيروس كورونا ونظريات المؤامرة تناول البعض نظريات المؤامرة القائلة بأن فيروس كورونا تسرب من أحد المختبرات.. حيث كان يخضع لتطوير ليصبح سلاحاً بيولوجياً.. مرددين أن كورونا ما هي إلا حرب بيولوجية، وأنها مصّنعة بتقنية عالية.. وأن الحروب المقبلة لن تكون حروباً تقليدية باستخدام الصواريخ والمدافع والطائرات الحربية وارتداء الزي العسكري.. والاشتباك بالأسلحة عن قرب بل حروب بيولوجية يكون فيها العلم والتقنيات الحديثة والبحث العلمي.. وتناول البعض الآخر أن أصابع الاتهام تشير إلى استهداف الولاياتالمتحدةالأمريكية للصين عن طريق استخدام الحروب الجرثومية.. للحد من قدرات الصين على الهيمنة.. التى هي لب الخلاف بين أمريكاوالصين.. والعالم يقف حائراً متفرجاً يتلقا أخبار انتشار الفيروس.. لا يعلم أين الحقيقة وضدها. كورونا يفضح المستور إن ما تتعرض له الصين له أبعاد خطيرة على العالم شرقاً وغرباً.. للارتباط الوثيق بين الاقتصاد العالمي والاقتصاد الصيني، مما يجعل أي هزات يتعرض لها الأخير ذات تبعات عالمية خطيرة.. فالصين تمثل 15 في المئة من الناتج الإجمالي العالمي.. والصين كشفت عن الخسائر الاقتصادية الكبيرة التي سببها كورونا، فأعلنت عن خسائر اقتصادية غير مسبوقة بمئات المليارات في البورصة، وحالة الشلل التي أصابت مصانعها وأسواقها وشوارعها ومحالها.. ناهيك عن رصد البنك المركزي الصيني ما يعادل 173 مليار دولار لجهود محاربة الفيروس.. وهي ميزانية قد تفوق ميزانية أي حرب عسكرية دخلتها الدولة.. ولعل كورنا هذه الجائحة -وقانا الله شرها- لم تكن مسبوقة من قبل وقد شغلت الجو والفضاء والأرض.. وما زال تبادل الاتهامات هو الذى يتمدد طولاً وعرضاً.. وحسبى الله ونعم الوكيل. * كاتب سعودي [email protected]