سنعود إلى الوراء قليلاً لنتذكر حكايات صحيفة الواشنطن بوست وحملاتها الشرسة ضد المملكة وبالأخص الأمير محمد بن سلمان حين بدأت بنشر مقالات جمال خاشقجي وعبدالله العودة ضد الأمير محمد ورؤية 2030 وضد أي تحول أو نجاح في المملكة، ثم جاءت حادثة خاشقجي لينتهزها ويؤججها مالك الصحيفة جيف بيزوس من خلال كارين عطية المحررة في صحيفته والتي لها علاقات قوية مع مؤسسات قطر الإعلامية حيث عملت كمحررة في قناة الجزيرة القطرية بنسختها «الإنجليزية»، وهو ما لم تذكره يوماً ولم يكن ضمن سيرتها المهنية عبر صفحاتها في التواصل الاجتماعي! أثارت قضية الاختراق المزعوم لهاتف الملياردير مالك موقع أمازون جيف بيزوس الرأي العام ويبدو أن هذا هو الهدف الرئيسي دون اكتراث بالنتائج، فتحركت بعض الأقطاب وحسب ترتيب وتنسيق واضح فيما بينها كتحرك اغنيس كالامار المقررة الخاصة للأمم المتحدة والمعنية بحالات القتل خارج نطاق القضاء التي اتحفتنا بأن هناك علاقة وثيقة بين مقتل خاشقجي واختراق هاتف بيزوس، وأن هناك تهديدات لها بالقتل بسبب تصريحاتها، ونقول «الله يخلف» على تحقيقات توكل إلى هذه المرأة المنتفعة خلف قضايا يفترض أن تعنى بها بتجرد عن أي مغريات أو تسييس ومنافع! قضية اختراق هاتف السيد بيزوس التي اتهم فيها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لم تكن القضية الأولى ولن تكون الأخيرة في محاولات هذا «التكوين العصابي» -إن صح التعبير- ضد الأمير محمد، فالهدف ليس كما يتصوره البعض بأنه اتهام تسقطه البراهين الدامغة، أبداً فالبراهين موجودة مسبقاً ويعلمها السيد بيزوس والسيدة كالامار وكل من نسق لهذه المسرحية منذ أن بدأت 2018 وقبل أن يشرعوا بهذه التلفيقة، ولكن الهدف هو «الشوشرة» حول اسم ولي العهد والتسلق عليه في آن واحد، نعم الشوشرة الدائمة بغية إضعاف شعبيته وتراجع صيته الذي يقلقهم كثيراً. سؤال يطرح نفسه: لماذا روج بيزوس لقضية التهكير هذه في صحف كالفايننشال تايمز والغارديان وليس في صحيفة الواشنطن بوست التي يملكها منذ 2013؟ والجواب هو أنها صحيفة لم تعد ذات صيت، فقد تراجعت شعبيتها في أمريكا وتراجعت معها أرباحها بعد نشرها المتعثر ومصداقيتها المضروبة وانحيازها السياسي الحزبي غير النزيه، هذا فضلاً عن خسارته الكبيرة بعد طلاق زوجته ودفعه لمبلغ تعويضي كبير - 38 مليار دولار- ليتلاشى معها حلمه في الترشح للانتخابات القادمة، وهذه أسباب قوية تجعله يلجأ إلى حكاية التهكير متسلقاً على اسم قوي عالمياً كاسم الأمير محمد بن سلمان عله يفيده في توجيه الأنظار له بعد نكساته المادية وفضائحه التي تبين أن عشيقته السابقة (لورين سانشيز) وشقيقها هما من دبر اختراق هاتفه وباعا المعلومات لصحيفة الفضائح ناشونال اينكوايرر بمبلغ 200 ألف دولار حسب صحيفة وول ستريت جورنال، وهنا يتضح أن السيد بيزوس أراد الخروج من فضيحته المتعلقة بعلاقته المشبوهة بأقل خسارة فوقع بفضيحة أكبر ... ف «هارد لك» سيد بيزوس!