لبداية كل سنة شعور مختلف يجمع بين أحاسيس متناقضة، مزيج من فرح بانطلاقة عام جديد، وحزن على الماضي وما ضاع منه، بين الخوف من القادم وبين الأمل والتفاؤل بتحقيق الأحلام والأمنيات التي لم تتحقق في السنوات الماضية. وكثير منا يكتب في بداية كل عام تلك الأمنيات التي يرغب في تحقيقها، وبمرور العام يجد البعض منا حقق أمنياته أو جزءا منها والكثير لم يحرك ساكناً، ويبقى السؤال هل أنت مستعد فعلا للتغيير وبذل جهد لتحقيق طموحك وأحلامك؟ أم هو مجرد كلام بداية كل عام نسلي به أنفسنا؟ وحتى نتغير للأفضل لا بد أن نتعلم مهارة التخلي عن كل شيء لا يفيدك ولا يطور حياتك، سواء كانت أسلوبا، عادات، أفكارا، واعتقادا أو حتى أشخاصا وقصصا من الماضي، لا تضيع وقتك أبداً، وتخلّ عن كل هذه العوائق؛ حتى تتمكن من رؤية طريقك بوضوح، الذي لن يتضح إلا عندما تقرر فعلا أن تتغير من الداخل بدءًا من النوايا وراحة البال وتغيير الأفكار السلبية التي نزرعها بأنفسنا في مخيلتنا والتي لا وجود لها، كالشك في قدراتنا أو بصعوبة تحقيق ما نتمناه، وابدأ بتغيير عالمك بتغيير الأفكار والأفعال فإذا تعدلت ستستقيم حياتك كاملة. لا بد أن تجعل 2020 عام التغيير في حياتك، وتعلم من كل الدروس في السنوات السابقة، ومن كل الأشخاص الذين قابلتهم في حياتك، وتأكد أن كل شيء صار كان لحكمة واحدة فقط؛ كي تصبح أقوى الآن. لا تيأس واترك الماضي خلفك، المهم هو هذه اللحظة، ابتسم وارفع رأسك للسماء وكلك يقين وقل «يارب كلي ثقة بأن القادم أجمل»، وتأكد أن طريقة تفكيرك تؤثر على واقعك، واعزم على تغيير حقيقي وواضح وملموس بحياتك مع بداية العام، وحقق إنجازا جديدا، فكل التغييرات والإنجازات بالعالم كان بدايتها من شخص واحد، واجعل لك رؤية، وخطط للمستقبل القريب والبعيد، وابدأ بتنفيذها، وانظر بنفسك للتغييرات من حولك، والتطوير الملحوظ بالوطن، والفرص المتاحة، والقرارات التي ساعدت الكثير على اكتشاف مواهبهم، وتحقيق طموحهم من خلال رؤية 2030 الداعمة للشباب التي نرى نتائجها من الآن. أخيراً.. شكراً لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وقائد الشباب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حفظهم الله. إخوتي الآن بين أيديكم سنة كاملة بأحلام جديدة ورؤى واعدة، اجعلوها لوحة ترسمونها كيفما تريدون، وبالألوان التي تريدون.