تشرفت مدينة عسفان، شمال محافظة جدة، بوقوف النبي محمد صلى الله عليه وسلم على أرضها، إذ عسكر بجيشه فيها عام الفتح، كما عبرها الأنبياء صالح وهود وإبراهيم عليهم السلام، وفيها شرعت صلاة الخوف في غزوة عسفان. عرفت عسفان قديما كاستراحة للمسافرين، لاسيما أنها كانت معبرا قديما للقوافل التجارية الآتية من قريش والمتجهة إلى بلاد الشام وإلى اليمن أو بالعكس، لاحتوائها على العديد من آبار المياه العذبة، أشهرها بئر وسط عسفان التي شرب منها الرسول صلى الله عليه وسلم. ورغم ما طال عسفان من الحداثة والتطور، إلا أنها ما زالت تحتفظ بالنمط القديم، فيما يظل إرثها التاريخي باقيا، ومن بينها الآبار الحجرية السبع، والبرك ومجاري العيون التي كانت تسقي المسافرين قديما، والسوق الشهيرة، والقبور الحجرية الجماعية، والقلعة الأثرية التي تم ترميمها، ضمن مشاريع نفذتها هيئة السياحة والآثار، وتقع في قمة تل قرب الطرق الذي يمر بعسفان، وهي مبنية من الأحجار الصخرية.