لم تشهد الساحة الفنية والدرامية ظهور أسماء جديدة منذ فترة من الزمن، وظلت الأعمال تكرر الأسماء دون أن تنقب عن مواهب جديدة، ففي الوقت الذي يرى المنتجون خلو الساحة من مواهب جديدة، يرى ممثلون شباب بأن اللوبي الفني يمنع ظهورهم على الساحة، مطالبين بمنحهم فرصة أكبر لإبراز مواهبهم، فهم وقود المرحلة ومستقبل الدراما السعودية. مؤكدين ل «عكاظ» أن ثمة قصورا من الجهات الثقافية والفنية في تطوير قدراتهم وضعف تدريبهم، وأن الدورات والأعمال التي يشاركون فيها هي بمجهودات فردية. وأضافوا أن الفنانين السعوديين الذين ظهروا في الشاشات والمسارح الكبرى وأصبحوا نجوما لم يصلوا إلى هذا لولا دعم من سبقوهم، فبعضهم يمارس أنانية مع الجيل الجديد من الممثلين. آملين أن يجدوا إجابة من المنتجين السعوديين لسؤالهم الكبير، لماذا لا يتلمسون الساحة الفنية وينقبون عن المواهب الشابة؟. «عكاظ» التقت عددا من المواهب الجديدة والتي تمني نفسها لأن تكون شيئا يوما ما، خاصة في ظل التطور الذي تشهده الساحة الفنية السعودية وفي ظل الانفتاح الثقافي والمجتمعي الذي تعيشه المملكة. يعتقد وليد مازن، أن الأجيال الجديدة في التمثيل هي من تساهم في تطوير مستقبل الدراما، فلا تطور بلا ظهور أسماء جديدة، وعن تجربته قال، انضممت لدورة متخصصة في التمثيل عبر الاستغرام، ولم أكن أتصور بأن هناك دورات ستقام في المملكة عن التمثيل، إلى أن تأكدت بنفسي والتحقت بها مباشرة، لأخرج بتجربة حقيقية ومثيرة. ويضيف، لا أنكر أني كنت ضعيفا في الأداء قبل أن ألتحق بالدورة والتي يقدمها أحد نجوم الفن العربي وهو الفنان أحمد زاهر، مطالبا بدور أكبر لجمعيات الثقافة والفنون لعقد دورات مماثلة ومتخصصة بشكل أكبر إذا ما أرادوا تطوير مهارات الشباب وإظهار أسماء جديدة للساحة الفنية خاصة وأن السعودية تزخر بالمواهب الشابة. وقال إنه لا يعرف عن جمعية الثقافة والفنون شيئا، متمنيا أن يجد منتجين يمنحونهم الفرصة للعمل في أعمال سعودية. وعود جمعيات الثقافة عثمان شوري شاب يحب التمثيل وسبق له أن انضم لدورات في التمثيل مع الفنان السعودي خالد الحربي، ومع جمعية الثقافة والفنون وجامعة الملك عبدالعزيز، كما عمل مع الفنان خالد الحربي في النادي الأدبي، لكنه يرى أنه بحاجة إلى تطوير مهاراته بشكل أكبر وإلى فرصة تتيح له العمل في أعمال درامية مع كبار الفنانين، جازما أن غير ذلك لن يوصله إلى حلمه. وقال أيضا، «بصراحة عملت على نفسي لأني مدرك بأن النادي الأدبي وجمعيات الثقافة والفنون لن تأخذ بيدنا خاصة وأنهم سبق أن أطلقوا الكثير من الوعود التي تبخرت، فقد وعدونا ببناء مسرح، ومنحنا دورات أكثر لكن لم نر أي شيء، بل حتى الدورة التي انضممت إليها من قبل النادي الأدبي لم نكن بالمستوى المأمول»، وأضاف، «لذلك عملت على تطوير نفسي بشكل جيد، من خلال دورات خاصة». وأضاف، «تجربتي مع خالد الحربي جميلة جدا، ولكن نريد أن نصقل مواهبنا بالاحتكاك بفنانين آخرين ومدربين من فئات مختلفة». وعن طموحه قال، أعمل جادا لأكون محترفا في التمثيل، وأملي أن أجد فرصة لعمل درامي مع كبار نجوم الدراما السعودية والعربية، وكلي أمل في المرحلة القادمة لأنها تختلف شكلا ومضمونا، وسأجد حتما معهدا خاصا للفنون والتمثيل في السعودية قريبا. محمد عبدالرحمن ممثل سعودي التحق بدورة التمثيل مع الفنان أحمد زاهر، تبدو عليه الجدية في التعامل مع موهبته وقادر على العطاء بشكل جيد، لكن موهبته تواجه عزوف الجهات المتخصصة في الفن عن تبنيها رغم قدراته الكبيرة، قال محمد، إن هذه الدورة كانت الأولى له من حيث الدراسة المتخصصة، لأن موهبته فطرية، ولم تأته الجرأة لأن يظهر للتمثيل أمام الناس وتعتبر دورة التمثيل الفرصة الأولى التي يظهر فيها ممثلا أمام جموع من الناس والمتخصصين، وقيّم من قبل المعهد بدرجة جيدة، وأضاف محمد أنه سبق وأن تلقى عرضا من إحدى شركات الإنتاج للعمل في عمل يوتيوبي لكنه اعتذر لأنه كان يرغب في تطوير قدراته أولا، واعتبر أن الدورة الأولى له هي تطوير لأدائه ولثقته بنفسه. وأكد أن الظروف في السعودية أصبحت مناسبة لصقل مواهبنا وتطوير قدراتنا، ولا يحتاجون هو وزملاؤه من الفنانين الشباب الصغار سوى دعم شركات الإنتاج المحلية والممثلين السعوديين الكبار، فلا بد أن يصلوا لهم لأنهم لا يمكنهم الوصول إلى تلك الشركات وللأسماء الكبيرة. وعن طموحاته قال، أتمنى أن أكون فنانا له حجم على مستوى العالم العربي، وأبث السعادة والفرحة في نفوس الناس لأن الفن سعادة. وتحدث الممثل الشاب حكم الحسامي، أولا أحب أن أشكر القائمين على تجربة التدريب مع الفنان أحمد زاهر والتي صقلت مواهبنا، واستفدنا كثيرا منها فهي الدورة الأبرز في السعودية والتي منحتني التعامل مع فنانين كبار بحجم زاهر، وأعتبر نفسي الآن هاويا في طريقه للاحتراف وسعيدا بها، ولكن أسأل نفسي، لماذا هذه الدورة فقط، ولماذا لا تتبنى جمعيات الثقافة دورات بهذا الحجم. وطموحي أن احترف المجال عربيا وعالميا، فالنماذج التي بدأت متأخرا ووصلت للنجومية كثيرة في الوسط الفني، وخاصة في دولة مصر سيدة الدراما والفن بشكل عام، فلا شيء في الفن يمنعنا من خوض التجربة الآن، فلا يزال الأمر متاحا. تطوير الفنانين محليا أما الفنانة شذى عماد فهي من الموهوبات التي خضعت للكثير من الدورات في القاهرةودبي، وتخضع لأولى الدورات المحلية والتي تقام في مدينة جدة، وتتحدث عن تجربتها فتقول إنها تجربة جميلة «واستفدت منها كثيرا خاصة وأنا أعمل أمام فنان كبيرة كالفنان أحمد زاهر والذي قدم لنا الكثير من التفاصيل الصغيرة في التمثيل لم تكن في الحسبان، فبرغم أني خضت الكثير من الدورات في التمثيل إلا أني لم أجد نفسي بهذا المستوى، والأمل كبير في القادم بإذن الله خاصة وأن السعودية مقدمة على نقلات كبيرة في مجال الفن، وهذا ما يحفزنا على المزيد من الجهد لتطوير قدراتنا، ولكن كل ما نتمناه أن تكون لنا أدوار جيدة في الأعمال السعودية القادمة، ونقول للمنتجين والممثلين السعوديين الكبار «نحن هنا، تعالوا إلينا وخذوا بأيدينا». مشيرة إلى أنها أخذت دورات عدة في معاهد خارج المملكة في دبي ومصر، ولكن جنت فائدة كبيرة من الدورة التي كانت في جدة، وسعيدة بأنها تتعلم هذا الفن في بلدها، الأمر الذي لن يدفعها في التفكير في السفر للخارج مستقبلا، فالأجواء مهيأة للتطوير هنا. وأما عن دور جمعيات الثقافة والفنون فهي وزملاؤها ينتظرون الكثير منهم خاصة وأنهم في بداية الطريق، ويأملون في العمل في مشاريع درامية كبرى تأخذهم إلى طريق الفن، وذلك لن يتم بدون دعم ومؤازرة جمعيات الثقافة والفنون وهي الجهة المعنية بهم وبتطوير قدراتهم. تطوير المواهب راوية عمر تفكر في طريق الدراما والفن ولكن من باب الإخراج، فبرغم انضمامها لدورة التمثيل إلا أن عينها على الإخراج، وتريد أن تمر بكل مراحل الإنتاج الدرامي من تمثيل وتصوير ومونتاج وإنتاج. تحدثت ل«عكاظ» فقالت، «البيئة الآن مناسبة وهناك الكثير من الجهات تتابع تطوير القدرات الشبابية، ومنها جمعيات الثقافة والفنون التي ننتظر منها أدوارا أكبر من السابق خاصة وأننا نعيش انفتاحا مجتمعيا وثقافيا كبيرا لم نشهده من قبل، والفرصة أمامهم مهيأة لأن يعملوا بشكل أكبر على تطوير المواهب الشابة، وكلنا هنا مواهب انضمت للبرنامج، وهناك مواهب أخرى ستنضم قريبا لمثل هذه الدورات، وجمعية الثقافة والفنون هي أولى بنا وبتطويرنا، لأننا في الحقيقة ثروة كبيرة يجب أن تستثمر وتتطور». مشيرة إلى آمالها نحو الإخراج ولا شيء غيره، لتحمل فنا محليا له ثقافته وطبيعته الخاصة، وكل ما تتمناه أن تجد كبار المخرجين السعوديين متبنين لموهبتها لطموحها وأن يصلوا به إلى حيث هي تتمنى، «فلا مجال للصغار إذا لم يأخذ الكبار بأيديهم»، متسائلة، «إلى متى وكبار المنتجين السعوديين والممثلين والمخرجين وهم عازفون عن تبنينا، فلا مجال لنا إذا لم نكن بجوارهم». واختتمت، سترون قريبا بإذن الله فيلما سينمائيا بإخراج راوية عمر. تجربة سعودية بعد 15 يوما للفنان المصري أحمد زاهر في تدريب شباب سعوديين على التمثيل، تحدث ل «عكاظ» مطالبا الاستمرار في صقل تلك المواهب والأخذ بيدها، كي تتطور، ومؤكدا أنه شاهد مواهب وإبداعات شباببية سعودية لا تحتاج سوى للتطوير. «هناك تطور كبير بالنسبة للمتدربين الشباب في التمثيل، ففي البداية لم يكن لديهم الكثير من الأساسيات ولم يكن يحملون سوى موهبة عمياء، وبعد 15 يوما من التدريب بدأوا يعملون بشكل جيد، وقاموا بتمثيل أدوار صعبة». مشيرا إلى أن هناك مواهب كبيرة لم تجد النور، «لكن الأمر في تطور بعد التدريب المستمر، وتبني تلك المواهب من جهات ثقافية وفنية ومن معاهد متخصصة». وعن التجربة قال، «هناك تنسيق بين معاهد في مصر ومعاهد في السعودية لتطوير المواهب السعودية، سواء في التأليف أو الإخراج أو التمثيل. وهم موهوبون جدا ولديهم البذرة الجيدة، والأرضية الخصبة». متمنيا أن تكون هناك أعمال مشتركة سعودية مصرية، لصقل المواهب التي خاضت التدريب المحلي، ويفكر في إنتاج بعض الأفلام القصيرة والتي تستعين بالطلاب المتميزين ومنها ستكون انطلاقة للتمثيل السعودي بشكل مشترك. وقال أيضا إن تدريب الطلاب السعوديين الآن يتزامن مع انطلاق السينما في السعودية، وهي خطوة مهمة جدا وستعمل على تطوير 80 % من المواهب، وستوجِد نجوما سعوديين وحقيقيين. مطالبا من جميع المواهب الاستمرار في التدريب والعمل الجاد، مؤكدا أنه سيتواصل مع الشباب الموهوبين لتطوير قدراتهم. ويرى المشرف العام على استديو روائع حبيب كوثر، أن الساحة السعودية تضم الكثير من المواهب السعودية الرائعة ولكن تحتاج إلى صقلها، ولن يتم ذلك الا بتبنيها ومساعدتها في شق طريقها للنجومية، فالساحة الفنية تضعف إذا تكررت الأسماء وتنتهي إذا لم تتح المجال لأسماء جديدة.