قال الممثل والفنان المسرحي إبراهيم الحساوي إن الدراما السعودية في العام الأخير غاب عنها النصّ الجيد وحلّ مكانه الاتكاء على الأسماء، ما جعلها أعمالاً أقرب إلى التجارة منها إلى الفن. وأضاف: «بعض الحلقات تكتب على الهواء، أي أن العمل يبدأ وتصور منه حلقات عدة ولا تزال كتابة الحلقات الباقية لم تكتمل بعد». جاء ذلك ضمن أمسية أقامتها أخيراً جمعية الثقافة والفنون في الدمام بعنوان «الدراما الخليجية... ما لها وما عليها» شارك فيها كل من الفنان المسرحي إبراهيم الحساوي والإعلامي عبدالوهاب العريض والمخرج سمير عارف، وأدارها الفنان عبدالله الحسن. الأمسية بدأت بشهادة للإعلامي عبدالوهاب العريض، قال فيها إن الدراما الخليجية الرمضانية في موسمها الأخير غاب عنها التميز في الفنيات والمضمون، ضارباً المثل بأعمال عبدالله السدحان التي رآها الكثير من النقاد أقل من مستواه، وكذلك تجربة القصبي في «أبوالملايين»، مرجعاً ذلك إلى ضعف السيناريو لكون الذي قام به كاتباً غير متخصص. فيما عزا المخرج سمير عارف هبوط مستوى الدراما الرمضانية الخليجية إلى مشكلة المنتج وليس فقط إلى ضعف النصّ، وذلك بسبب عدم اختياره النصّ المناسب، وأيضاً لعدم اختياره الممثلين الجيدين. وقال الفنان إبراهيم الحساوي إنه يتفق مع الضيفين حول أهمية النصوص، مبيناً أنّ الساحة بأكملها تعمل على ثلاثة أو أربعة كتاب وتستهلكهم. غير أنه يعوّل على اهتمام الممثل بالنصّ وقراءته كاملاً، مبيناً أنه يهتم بفهم كامل النص وعلاقته بالممثلين الآخرين حتى لو كان دوره في العمل لا يزيد على حلقتين أو ثلاث. وعن غياب دورات كتابة النصّ الدرامي وكيفية تحويل النص الدرامي إلى مشهد ممثل، وحصرية أسماء المنتجين المنفذين، أشار العريض إلى غياب النصوص الفاعلة عن التلفزيون السعودي، كما طالب في ظل غياب المعاهد المتخصصة بأن يتم صقل الممثل من خلال المسرح، منتقداً سياسة الدعم التي تتجه إلى الأندية وتتجاهل جمعيات الثقافة والفنون التي تقوم بهذا الدور. ولفت الحساوي إلى أن العناية البالغة بالنص تقف وراء نجاح أعمال بقيت في ذاكرة المشاهد مثل «خزنة» و«مجاديف الأمل»، مبيناً أن التفاعل مع السيناريو يجعل التصوير أشبه بورشة عمل جماعية، يتم فيها الاقتراح والتعديل والتطوير، منتقداً ما سماه تقديس السيناريو لدى بعض الكتاب أو المخرجين. وتطرق المشاركون إلى الدراما التركية، فأشادوا بالتطوّر التقني والفني اللافت الذي تقدّمه الدراما التركية، وإن عابوا عليها تكرار الأفكار والصور والمشاهد. وفي جانب من المداخلات قال الفنان خالد الحربي، الذي يقدّم ورشة في كتابة النص المسرحي للأطفال، إن سبب تراجع الدراما السعودية الرمضانية هو التلفزيون السعودي، لأنه هو الذي ينتج ويراقب هذه الأعمال، وهو الذي يمنحها التصريح والتمويل، ولكنه لا يقوم بالرقابة الفنية على المنتجين المنفذين، ما أدى إلى تكرار أسماء المنتجين المنفذين.