قاد شغف الطبيعة، والحياة الفطرية السائح الفرنسي «ايفان»، إلى صعود جبال الداير بني مالك، شرقي جازان، لا من قبيل المغامرة وصعود المستحيل بل لارتياد موقع سمع عنه، وقرر التحليق من بلاده وصولا إلى جنوبي السعودية، وأبدى السويسري الزائر شغفه وإعجابه بالموروث الشعبي في بني مالك، عادات سكانه، وخصائصهم الثقافية والتراث الأصيل الذي تزخر به المحافظة، وحرص على زيارة القلاع الأسطوانية. وقال لمستضيفيه، «عشت يوما جميلا ورائعا في الداير بني مالك، لا أخفيكم هنا كنز سياحي يجب استثماره» وتشهد المحافظة أجواء شتوية ماطرة لم تتوقف منذ أشهر، إذ تحلق بين الجبل والوادي والضباب، في هدوء وبساطة، الأمر الذي حفز الأهالي إلى رفد منطقتهم بالجواذب السياحية والمنتجعات والمزارات المهيأة بوسائل الراحة والتنزه والاصطياف، خصوصا عند مزارع البن، إذ تشكل المزارع الريفية المنتشرة على جبال بني مالك فرصة للزوار للاطلاع على ما تحتوي عليه حقول البن، فضلا عن البيوت التاريخية الضاربة في عمق التاريخ، والأطعمة الشعبية التي اشتهرت بها المحافظة وحرص عدد كبير من السياح على متابعة عمليات جني المحاصيل والثمار. وشوهد السائح السويسري مرتديا الزي الشعبي وزيارة متحف طلان. ويقول جبران محمد المالكي -صاحب مزرعة ريفية بجبل آل قطيل- إن مزرعته تستقبل يوميا عشرات السياح من داخل وخارج السعودية، بعدما هيأ الموقع بالجلسات ووسائل الراحة بعيدا عن صخب المدن وضجيجها، أما علي حسن جبران المالكي -صاحب أول رخصة مزرعة سياحية ريفية في جبل روحان- فقال ل«عكاظ» إن السياحة الريفية هي المستقبل للمحافظة، مشيرا إلى أنه اختار هذا المجال لخدمة السياحة وتمكين الزوار من الاصطياف والتنزه والمتعة على ارتفاع 1500 قدم قرب قرية أثرية وبين أشجار البن والخضرة، أما رئيسة فريق غيمة السياحي سارة حنين المالكي، فتقول ل«عكاظ» إن عضوية الفريق تتشكل من فتيات يعملن على تنظيم رحلات وبرامج سياحية للزوار.