ارتفعت حصيلة ضحايا الهجوم الذي شنه مسلحون مجهولون في وسط العاصمة بغداد أمس (الجمعة) إلى 17 قتيلاً جميعهم من المتظاهرين، بحسب ما أكدت مصادر طبية لوكالة «فرانس برس» اليوم (السبت). وعاد العنف مجدداً إلى شوارع بغداد أمس بعد فرض الولاياتالمتحدة عقوبات على ثلاثة من قادة الفصائل الموالية لإيران يشتبه بأنهم تورطوا في الحملة الأمنية ضد المتظاهرين خلال الاحتجاجات. ويأتي هجوم المسلحين بعدما أعرب المتظاهرون عن قلقهم حيال اعمال عنف أمس الأول (الخميس) إثر نزول مؤيدين لفصائل موالية لإيران بمسيرة إلى ساحة التحرير، مركز الاحتجاجات في وسط العاصمة، في استعراض قوة. واتهم المتظاهرون مسلحين مجهولين يستقلون شاحنات صغيرة، باستهدافهم لطردهم من مرآب بطوابق عدة كانوا يسيطرون عليه، قرب جسر السنك القريب من ساحة التحرير، حيث تم قطع الكهرباء. وتمكن هؤلاء من السيطرة على المرآب لاحقاً، بحسب متظاهرين ومسعفين في المكان، فيما أفادت قناة التلفزيون الرسمية عن احتراق المرآب بالكامل من قبل «مجهولين». وأفاد شهود بقيام سيارات إسعاف بنقل متظاهرين جرحى إلى المستشفيات الميدانية في ساحة التحرير، بعضهم مصاب باليد أو بالرجل بالرصاص الحي. عقوبات أمريكية وفرضت الولاياتالمتحدة أمس عقوبات على ثلاثة عراقيين هم، قيس الخزعلي وليث الخزعلي وحسين عزيز اللامي، وجميعهم قادة فصائل موالية لإيران ضمن قوات الحشد الشعبي. كما فرضت عقوبات على السياسي خميس فرحان الخنجر العيساوي بسبب الفساد «على حساب الشعب العراقي». وكان رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي قد قدم استقالته إلى البرلمان الأسبوع الماضي، تحت ضغط الشارع ودعوة البرلمان إلى سحب الثقة من الحكومة. في غضون ذلك، تعرض ناشطون في بغداد وأماكن أخرى بالفعل للتهديدات والخطف وحتى القتل فيما يقولون إنه محاولات لمنعهم من التظاهر. وعثر على جثة ناشطة شابة تبلغ من العمر 19 عاما قتلت بطريقة بشعة بعد خطفها وتركت جثتها خارج منزل عائلتها في وقت متأخر من الاثنين. وقال علي سلمان والد الناشطة زهراء لوكالة فرانس برس «كنا نوزع الطعام والشراب على المتظاهرين في التحرير ولم نتعرض للتهديد قط، لكن بعض الناس التقطوا صوراً لنا». وأضاف «أثبت تقرير الطبيب أنها تعرضت الى صعقات كهربائية». من جهة ثانية، اختطف المصور الشاب زيد الخفاجي أمام منزله بعد عودته من ساحة التحرير فجراً، بحسب ما قال أقرباؤه. وأشاروا إلى أن أربعة أشخاص وضعوه في سيارة سوداء رباعية الدفع تحت أنظار والدته، واقتادوه إلى جهة مجهولة.